استبق دبلوماسيون إسرائيليون نتائج تحقيقين بشأن دور "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم" (الأونروا) في غزة، بالهجوم على الوكالة، في اليوم ذاته الذي تلقَّى فيه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تقريراً موجزاً بنتائج أحد التحقيقين، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
الصحيفة أشارت إلى أن مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة بدأ تحقيقاً في 29 يناير/كانون الثاني في الادعاءات الإسرائيلية التي زعمت أن موظفين في الأونروا شاركوا في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقبيل ذلك، كلَّف غوتيريش فريقاً مستقلاً تقوده وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة، كاثرين كولونا، وتشارك فيه 3 منظمات بحثية من بلدان الشمال الأوروبي (النوردية)، بإجراء مراجعة أوسع نطاقاً لأنشطة الأونروا وحيادها.
إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة إن الفريق المستقل الذي تقوده الوزيرة الفرنسية السابقة قدَّم تقريراً موجزاً بنتائج تحقيقاته، يوم الثلاثاء 19 مارس/آذار، وخلص فيه إلى أن "الأونروا لديها عدد معتبر من الآليات والإجراءات المعتمدة لضمان الالتزام بمبدأ الحياد في العمل الإنساني".
لكن المتحدثة باسم الأمم المتحدة، فلورنسيا سوتو نينو، قالت إن المحققين "حددوا أيضاً بعض المسائل المهمة التي لا تزال بحاجة إلى المعالجة". ولم تكشف المتحدثة عن هذه المسائل، لكنها قالت: "تعمل مجموعة المراجعة الآن على وضع توصيات ملموسة وعملية في كيفية معالجة هذه المسائل المهمة لتعزيز الأونروا وتحسينها". ومن المقرر أن يُنشر التقرير النهائي في 20 أبريل/نيسان.
الهجوم على الأونروا
في المقابل، استبق دبلوماسيون إسرائيليون في لندن الكشف الرسمي عن نتائج التحقيقين، واستأنفوا يوم الأربعاء 20 مارس/آذار الهجوم على الأونروا، وتعهدوا بأن إسرائيل لن تسمح أبداً للوكالة بالعودة إلى غزة بغضِّ النظر عن نتائج التحقيقات الأممية.
وزعم الدبلوماسيون الإسرائيليون أن الأونروا لا يمكن إصلاحها، وأن المانحين الدوليين الذين أوقفوا تمويل الوكالة قد تضللهم نتائج التحقيقات وتدفعهم إلى استئناف التمويل.
وادَّعى الدبلوماسيون أن التحقيقين لم تترك لهما إلا صلاحيات قليلة للغاية، وأن تحقيق مكتب خدمات الرقابة الداخلية لم يأخذ في الاعتبار ما تزعم إسرائيل أنه أدلة جديدة جمعتها في غزة بشأن اختراق حماس المزعوم للأونروا.
ونشرت إسرائيل أيضاً بيانات جديدة تزعم فيها أن معلوماتها الاستخباراتية كشفت أن 2135 موظفاً في الأونروا ينتمون إلى حماس، ويمثل هذا العدد نحو 17% من إجمالي القوى العاملة للوكالة في غزة، وأن 400 على الأقل من هؤلاء مقاتلون نشطون.
من جانبه، قال دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى في بريطانيا: "الأونروا مخترقة بشدة في غزة، ولا يمكن إصلاحها. إنه شأن يتعلق بسياسات دولة إسرائيل، ونحن نريد إنهاء نشاط الأونروا في غزة. نحن لا نتحدث عن قليل من التفاح الفاسد في سلة من الثمار الصالحة، وإنما فساد منظَّم ومطَّرد ولا يمكن التغافل عنه"، و"هناك عدة منظمات بديلة لديها نشاط بالفعل على الأرض، ولديها خبرات سابقة في الصراع، وتعرف كيفية العمل في غزة".
في المقابل، قالت صحيفة The Guardian البريطانية إنها لم تقف على تقارير مستقلة للتحقق من المزاعم الإسرائيلية بشأن اختراق حماس للأونروا، ويقول منتقدون لإسرائيل إنها لم تقدم أدلة علنية جديرة بالتصديق على هذه المزاعم.