أعلن رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكر، الأربعاء 20 مارس/آذار 2024، استقالته من منصبه بشكل مفاجئ، وذلك بعد أيام من تصريحات لافتة عاتب فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب الحرب في قطاع غزة.
تأتي استقالة رئيس وزراء أيرلندا، بعد أيام فقط من رحلة إلى واشنطن تصدرت عناوين الأخبار، وشهدت عتاباً للرئيس جو بايدن بسبب الموقف الأمريكي من الحرب على غزة.
فارادكر، أمام المباني الحكومية في دبلن، قال إنه يشعر بأنه لم يعد "الرجل الأفضل" لهذا المنصب، مشيراً إلى أنه سيبقى رئيساً للوزراء حتى يتم انتخاب خلف له بعد عودة البرلمان من عطلته الشهر المقبل، وفقاً لشبكة "سي أن أن" الأمريكية.
كما أضاف: "سأستقيل من منصبي كرئيس [للحزب] اعتباراً من اليوم، وسأستقيل من رئاسة الوزراء بمجرد أن يتمكن خليفتي من تولي هذا المنصب".
فيما أقرّ بأن استقالته ستكون "مفاجأة للكثيرين وخيبة أمل للبعض"، وأشار إلى أن قراره اتخذه مع الأخذ في الاعتبار المصالح العليا للبلاد.
أصبح فارادكر رئيساً للوزراء لأول مرة في عام 2017، بعد انتخابه زعيماً لحزب فاين غايل. وهو أصغر رئيس وزراء في البلاد.
فيما قال نائب رئيس الوزراء الأيرلندي ميشيل مارتن، إن فارادكر "يحق له اتخاذ قرار من هذا النوع"، لكنه وصفه بأنه تطور "غير مسبوق".
استقالة رئيس وزراء أيرلندا بعد أيام من عتابه لبايدن
بايدن استضاف فارادكر، في حفل الاستقبال السنوي بمناسبة عيد القديس باتريك في البيت الأبيض.
في كلمته، أشار فارادكر إلى أن سبب تعاطف الأيرلنديين مع الشعب الفلسطيني هو أن أهل غزة يعانون آلاماً مشابهة لتلك التي عاشوها في الماضي، وقارن أيضا المأساة الإنسانية في غزة بما حدث أثناء فترة استعمار بلاده، وعاتب الرئيس الأمريكي قائلاً: "يمكننا أن نرى تاريخنا في عيونهم".
وأضاف فارادكر: "عندما أسافر حول العالم، يسألني القادة في كثير من الأحيان لماذا يتعاطف الأيرلنديون مع الشعب الفلسطيني؟ الإجابة بسيطة، فنحن نرى تاريخنا في عيونهم؛ التهجير، والتشريد، وسلبهم أملاكهم، وعدم قبول هويتهم الوطنية، والهجرة القسرية، والتمييز وقصة الجوع…".
كما شدد على أن أيرلندا هي إحدى الدول الأوروبية التي تعارض الهجمات الإسرائيلية على غزة، ولفت إلى أن الأيرلنديين "يشعرون بقلق عميق إزاء الكارثة في غزة".
ودعا فارادكر، بايدن "باعتباره أيرلندياً" إلى الوفاء بمتطلبات الديمقراطية والقيام بدور قيادي لإنهاء المأساة في غزة، مشيراً إلى أن السكان بحاجة ماسة إلى الغذاء والدواء والمأوى، و"خاصة إلى وضع حد للقصف".
فيما كرر فارادكر في كلمته دعوته لوقف دائم لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية وحل الدولتين.
رئيس وزراء أيرلندا، ذكّر بايدن بابنه الذي حارب في العراق والدعم الأمريكي لأوكرانيا من أجل الديمقراطية، مؤكداً أن الولايات المتحدة لديها القدرة على إحلال السلام في الشرق الأوسط.
ومشيراً إلى دور الولايات المتحدة في عملية السلام في أيرلندا الشمالية، قال فارادكر مخاطباً بايدن: "أعتقد أنه من الممكن الوقوف إلى جانب كل من إسرائيل وفلسطين".