أثار مسلسل البراني الجزائري (الغريب) للمخرج الجزائري يحيى مزاحم والذي بدأ يُعرضُ تزامناً مع بداية شهر رمضان المُبارك، الإثنين 11 مارس/آذار 2024، حفيظة ومشاعر المتابعين بالمجتمع الجزائري الذين عبّروا عن غضبهم على منصات التواصل الاجتماعي بسبب ما تضمنه من مشاهد وصفت بـ"المسيئة والمنافية" لقيم العائلة الجزائرية.
فما هي قصّة المُسلسل؟ وكيف أثارت الجدل في الأوساط الجزائرية؟
مسلسل البراني يعكس صورة صادمة عن المجتمع الجزائري
حقّق مسلسل البراني الجزائري نسبة مشاهدات عالية على منصة "يوتيوب"، وتصدّر "الترند" على مواقع التواصل الاجتماعي منذ اليوم الأول لعرضه.
ويتناول مسلسل البراني قصّة عائلية من خلال ثلاثة إخوة والعلاقة بينهم واهتماماتهم، وهو يدور في إطار درامي اجتماعي.
ويتطرق المسلسل إلى عالم المافيا، والثروة، والمخدرات، والسلاح، والعنف، والمطاردات البوليسية، والسرقة. كما يطرح المسلسل بعض المواضيع الحساسة مثل الفساد، والجريمة، والمخدرات، وغيرها من المواضيع التي تظهر مع تصاعد الحلقات.
وتبدأ أحداث المسلسل بالتصاعد عندما يصطحب "محمد" الذي يجسد دوره الممثل "عبد الكريم دراجي"، التيكتيكور "نورين حايد" معه للتنزه ويقومان بتعاطي المخدرات مع صديقتهما التي تفارق الحياة بسبب تعاطيها جرعة زائدة، فيقوم "محمد" بالاتصال بأخويه اللذين يجسدهما الممثلان "مصطفى لعريبي" و"خالد بن عيسى"، للتخلص من الجثة في البحر. وهكذا، يبدأ الجمهور في توقع ما ستحمله الحلقات القادمة.
مشاهد المُسلسل في العاصمة الجزائرية
ومسلسل البراني من إخراج وتأليف يحيى مزاحم، ويُشارك فيه كبار الممثلين والممثلات مثل مصطفى لعريبي، وخالد بن عيسى، ومينة لشطر، وعايدة عبابسة، وياسمين عماري، وأحمد مدّاح.
ويتألّف المسلسل من 21 حلقة، وقد تمّ تصويره في العاصمة الجزائرية وضواحيها، بإشراف مدير التصوير نبيل محمد، الذي سبق له العمل على تصوير مسلسل "الدامة" وسلسلة "طيموشة" ويستند إلى قصة سجين كتبها المخرج يحيى مزاحم في عام 2016.
"البراني" يُثير الجدل مُنذ الحلقات الأولى
وأثارت الحلقة الأولى من مسلسل "البراني" جدلاً واسعاً في المجتمع الجزائري، وأجّجت غضب نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا بعض مشاهدها "خادشة ومنافية للأخلاق ولقيم وحرمة" العائلة الجزائرية وحرمة الشهر الفضيل.
بينما رأى آخرون أن مضمون المسلسل يُساهم في التشجيع على الفساد بالترويج للمخدرات بشكل فظ ومبالغ فيه، وطالب آخرون بتدخل سلطة ضبط السمعي البصري لوضع حد لهذا الأمر.
وشارك النشطاء على منصّات التواصل سؤال "أين سلطة الضبط؟" مع مقطع فيديو متداول للمسلسل يُظهر الممثل وهو يُعاكس فتاة كانت داخل سيارة أجرة أثناء قيادته سيارته عبر الطريق.
وكتب أحد النشطاء منتقداً المسلسل على موقع فيسبوك: "هذا الواقع لا يمثل سوى كاتب القصة والمخرج اللذين يعيشان هذه الحياة".
وجاء في تعليق آخر"ليس هذا واقعنا، مسلسل دون المستوى".
وأضاف أحد المتابعين: "إنتاج لا يستحقّ المشاهدة، نفس السيناريو يتكرّر كلّ عام".
ورأى مُتابعون آخرون أنّ المسلسل يمثّل في البعض من قصصه واقع المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة غير أنّ طريقة عرضه في شهر رمضان بهذه الطريقة قد لا تتناسب مع قيم العائلة الجزائرية المُحافظة.
دعوات نشطاء لتحرّك سلطة الضبط
في هذا السياق، قام الصحفي عبد العالي مزغيش بنشر رابط للمقطع عبر حسابه على فيسبوك، وعلق على الوضع بالقول: "دعا بعض النشطاء سلطة ضبط السمعي البصري إلى التحرك لردع ما وصفوه بـ"مشاهد تخدش بحرمة رمضان ولا تراعي الوضع المأساوي الذي يعيشه الأشقاء في فلسطين".
وأضاف مزغيش: "قام آخرون، بالآلاف، بالتعبير عن احتجاجهم ورفضهم لمضمون مشهد من مسلسل "البراني" الذي تبثه قناة خاصة، حيث قاموا بتكرار التعليق على الفيديو بنسخ ولصق دعاء بالنصر لأشقائنا".
وتفاعُلاً مع غضب نشطاء مواقع التواصل استدعت وزارة الاتصال الجزائرية مدير القناة التلفزية الجزائرية التي قامت ببثّ المُسلسل، مُطالبة إيّاه بتقديم توضيحات بخصوص بعض اللقطات في العمل.
وذكر بيان للوزارة أنّ "لجنة يقظة متابعة البرامج سجّلت بعض الملاحظات بخصوص بعض اللقطات في مسلسل البراني".