كشف مصدر مطلع لموقع "عربي بوست"، الأربعاء 13 مارس/أذار 2024، أن مسؤولين أمميين عقدوا اجتماعاً مع وجهاء في مدينة غزة، لترتيب آلية إدخال المساعدات إلى المدينة، الأمر الذي قوبل بالرفض.
كما أشارت المصادر إلى أن الاجتماع عقد في وقت سابقٍ اليوم الأربعاء، وشدد فيه المخاتير على رفضهم القاطع للتعاون معهم إلا من خلال الأجهزة الشرطية في قطاع غزة.
وفقاً للمصادر، فإن اللقاء عُقد بين مؤسسة أوتشا التابعة للأمم المتحدة، وممثل عن وكالة "الأونروا" مع مخاتير العائلات في حي الزيتون بمدينة غزة.
المسؤولون الأمميون اقترحوا على وجهاء في مدينة غزة إدخال أكثر من 100 شاحنة يومياً، إلى مدينة غزة.
وجهاء في مدينة غزة رفضوا التعاون مع الاحتلال
لكن الوجهاء في مدينة غزة طالبوا خلال الاجتماع الذي عُقد الأربعاء، موظفي الأمم المتحدة بالضغط على الاحتلال، لوقف استهداف المواطنين خلال انتظارهم المساعدات.
أما الخيارات التي عرضها الوجهاء في مدينة غزة، هي السماح بإدخال الشاحنات بهدوء، دون إطلاق النار على الفرق التي تقوم بتأمين المساعدات في المدينة، إلى جانب سعيهم لمنع المواطنين بالوصول إلى نقاط التماس مع الاحتلال.
كما شدد الوجهاء في مدينة غزة على أن تقوم الحكومة بتأمين المساعدات، من خلال فرق مدنية، على أن يتم تخزينها في مراكز الأونروا التي ستشرف على آلية التوزيع، وإلا فسيتم رفض إدخالها إلى المدينة، مما قد يولد انفجاراً في وجه الاحتلال.
في السياق، أفادت المصادر بأن مؤسسة أمريكية أيضاً عقدت لقاء سابقاً مع 12 من كبار العشائر في غزة، من أجل تسهيل آلية إدخال وتوزيع المساعدات للمدينة، لكن الوجهاء جميعهم أكدوا رفضهم ذلك.
في الوقت ذاته، تواصل منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، مع أحد الوجهاء في مدينة غزة في وقت سابق، لكنه رفض التعاون معه.
العشائر الفلسطينية تحرّم التعاطي مع الاحتلال
في 10 مارس/آذار 2024، أكد تجمُّع القبائل والعشائر الفلسطينية، أن إدارة شؤون الشعب الفلسطيني شأن داخلي "لن نسمح لأحد بأن يتدخل فيه"، مشدداً على حرمية التعاطي مع الاحتلال الإسرائيلي.
بيان العشائر الفلسطينية بشأن غزة أضاف أنها "ليست بديلاً عن أي نظام سياسي فلسطيني؛ بل هي جزء ومكون أصيل من المكونات الوطنية الفلسطينية وداعم أصيل للمقاومة وصون وحماية الجبهة الداخلية وإسناد شعبنا في مواجهة الاحتلال الصهيوني".
العشائر والقبائل الفلسطينية أكدت حُرمة التعاطي مع الاحتلال الإسرائيلي في إعادة تدوير نظام روابط القرى سيئ الذكر، أو إنشاء صحوات عشائرية تخدم الاحتلال، مضيفةً أن "كل من يشارك في ذلك يعامَل معاملة الاحتلال الإسرائيلي".
بدوره نقل موقع "المجد الأمني" عن مصادر في المقاومة، أنها "ستضرب بيد من حديد" على من يعبث بالجبهة الداخلية في قطاع غزة، و"لن تسمح بفرض قواعد جديدة".
كما أضافت المصادر في المقاومة، أن "محاولة الاحتلال التواصل مع مخاتير وعشائر بعض العائلات للعمل داخل قطاع غزة يعتبر عملاً مباشراً مع الاحتلال، وهي خيانة وطنية لن نسمح بها".
المصادر في المقاومة شددت على أن سعي الاحتلال لاستحداث هيئات تدير غزة "مؤامرة فاشلة ولن تتحقق"، مشيرة إلى أن " المقاومة هي التي تشكل الضمانة الوحيدة لنا كشعب وبيئة حاضنة وأهل ولكل الذين يعيشون في هذا الوطن".
كانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عما قالت إنها خطة للجيش الإسرائيلي لما بعد الحرب على غزة، "تتضمن تقسيم القطاع إلى مناطق تحكمها العشائر، وتتولى مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية".