بعد معاناة مع المرض، توفي الشيخ والداعية المصري الفقيه أحمد المحلاوي، إمام مسجد القائد إبراهيم بمدينة الإسكندرية، وذلك عن عمر يناهز الـ98 عاماً.
وفي الخبر الذي تداوله النشطاء والمدونون على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، تم نعي الشيخ ومعاودة ذكر مآثره، خاصةً مواقفه الشجاعة في مواجهة الظلم ومعارضة الأنظمة المصرية المستبدة على مدى سنوات حياته.
رثاء الشيخ أحمد المحلاوي
وفي منشور بمنصة إكس (تويتر سابقاً)، يقول الشيخ محمد الصغير: "توفي الشيخ أحمد المحلاوي عن عمر ناهز 98 عاماً قضاها في طلب العلم وتعليمه، ونشر الدعوة والوعي، ومجابهة الظلم ومراغمة المستبدين".
وتابع ناعياً الشيخ ومستذكراً مواقفه الشجاعة بقوله: "يُعد الشيخ المحلاوي من رموز مدرسة الأزهري الثائر، فكان الإمام الثائر، والخطيب الذي يهز أعواد المنابر، والمربي الذي جلس تحت أقدامه الجميع، ونهل من تجربته أصحاب المدارس المختلفة بمسجده الشهير القائد إبراهيم في الإسكندرية".
بدوره كتب أستاذ الحديث بجامعة الأزهر الشريف، أحمد عيسى المعصراوي: "خالص العزاء في وفاة الشيخ أحمد المحلاوي، سائلين المولى -عزَّ وجلَّ- أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته".
كما كتب الإعلامي المصري والناشط الحقوقي السياسي هيثم أبو خليل ناعياً الشيخ بقوله: "وترجل الفارس.. رحمة الله على فضيلة الشيخ أحمد المحلاوي"، مضيفاً: "عرفته الإسكندرية خاصة ومصر عامة رجلاً صاحب كلمة وصاحب موقف".
نشأته ومسيرته الطويلة
والشيخ أحمد عبد السلام المحلاوي كان قد وُلِد في الأول من يوليو/حزيران عام 1925، بقرية عزبة المحلاوي بمحافظة كفر الشيخ، والتحق بالدراسة الأزهرية في معهد طنطا، ثم أنهى دراسته بكلية الشريعة بالقاهرة عام 1954.
بعدها بعامين حصل على درجة الماجستير من كلية اللغة العربية، ليتم تعيينه إماماً وخطيباً ومُدرساً في وزارة الأوقاف المصرية بمدينة البُرُلُّس بمسجد السطوحي عام 1957.
استمرت إمامة الشيخ المحلاوي لمسجد السطوحي حتى عام 1963، ثم انتقل بعدها إلى محافظة الإسكندرية بناءً على أمر وتكليف من وزارة الأوقاف.
معارضته للأنظمة المستبدة واعتقاله
لم يقتصر نشاط الشيخ على الدروس والحلقات الدينية وإمامة المسجد فحسب، بل نشط في مخاطبة قضايا الشباب على مدى عقود، واشتهر بمعارضته لنظام جمال عبد الناصر، ثم انتقاداته للرئيس السادات، خاصة بعد معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل، الأمر الذي جعله يواجه الاعتقال.
وبعد أشهر من وفاة السادات وقيام محمد حسني مبارك بالعفو عنه مع بداية حكمه، تم منعه من العمل بالمساجد والخطابة. استمر الحال حتى اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، حيث شارك الشيخ في الحراك الشعبي وصار جزءاً من الثورة وواحداً من أبرز أئمته المعروفين، في الإسكندرية خصوصاً وفي مصر عموماً، وبرزت مكانة ودور جامع القائد إبراهيم، باعتباره الميدان الأول للثورة في الإسكندرية، حتى رحيل مبارك عن الحكم يوم الجمعة 11 فبراير/شباط 2011.
وعقب انقلاب 3 يوليو/تموز 2013 مباشرة، باشر المحلاوي مناهضة الحكم العسكري، وكان يشارك المتظاهرين في مطالبتهم بالعودة إلى المسار الديمقراطي، ورفضه الانقلاب على إرادة الشعب.
ورغم اعتكافه في منزله منذ 2017 لأسباب صحية ومعاناته من المرض، ظل الشيخ المحلاوي مُشاركاً في الأحداث ومعلقاً عليها بمداخلات صحفية تم تداولها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل المختلفة، كان آخرها ما قام به في يونيو/حزيران 2019 حينما سجّل مقطعاً مصوراً قام فيه برثاء الرئيس السابق محمد مرسي.