حمّل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأحد 10 مارس/آذار 2024، الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تعثر المفاوضات بشأن هدنة جديدة في غزة، مؤكداً أنه يتهرب من "الاستحقاق المنطقي لموضوع تبادل الأسرى"، وشدد في الآن نفسه على أن حماس "منفتحة على استمرار المفاوضات"، كما كشف عن الشروط الخمسة التي قدمتها "حماس".
في كلمة له، قال هنية: "تحلينا بأعلى درجات الإيجابية والمسؤولية، وقلنا إن الاتفاق لا بد أن يكون شاملاً ثلاث مراحل وبضمانات دولية".
شروط حماس الخمسة
وأكد أن "الاحتلال وحكومة العدو الصهيوني هو من يتحمل عدم التوصل لأي اتفاق، ونحن منفتحون على استمرار المفاوضات".
بخصوص شروط الحركة للوصول إلى اتفاق هدنة مع الاحتلال شدد هنية على أنه "منذ بداية المسار التفاوضي عبر الوسطاء في قطر ومصر وضعنا ثلاثة ضوابط للتوصل إلى الاتفاق".
ثم أوضح بهذا الخصوص أن "ضوابط المفاوضات تتمثل في وقف إطلاق النار وقطع الطريق على كل المخططات المشبوهة التي تستهدف غزة".
وزاد: "وضعنا خمسة مبادئ خلال المفاوضات هي وقف إطلاق النار الشامل وإنهاء الحرب والانسحاب الكامل وعودة النازحين وإيصال المساعدات".
كما اتهم الاحتلال بأنه "يتهرب من إعطاء التزامات واضحة خاصة في موضوع وقف إطلاق النار أو الانسحاب من القطاع"، إذ إنه "لم يقدم أي التزام بعودة النازحين إلى مناطقهم التي خرجوا منها".
الاحتلال سيدفع ثمناً باهظاً
إلى جانب ذلك شدد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على أنه "إذا تسلمنا اليوم من الوسطاء موقفاً واضحاً من الاحتلال بالتزامه بالانسحاب وعودة النازحين، فنحن جاهزون لاستكمال المفاوضات".
وقال بهذا الخصوص أيضاً: "يجب على العدو أن يفهم أنه سيدفع ثمناً في موضوع تبادل الأسرى لكن الأولوية هي لحماية شعبنا ووقف المجازر".
في المناسبة ذاتها، اعتبر هنية أن الاحتلال يدير حرباً نفسية "من خلال نشر الفوضى وكل هذا سوف يفشل"، وأشار إلى "أن المعركة تدخل شهرها السادس والعدو لم يحقق أياً من أهدافه العسكرية".
كما أكد "العدو يواصل جريمة القرن على غزة التي كتب فيها بيده شهادة وفاته كمحتل، لأن السابع من أكتوبر/تشرين الأول مفصل تاريخي في عمر القضية الفلسطينية، بعد أن أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي، بعد محاولة القوى الاستعمارية جعلها في طي النسيان".
كذلك، صرح هنية بأن "المحتل الإسرائيلي سيحاسب على جرائمه مهما طال الزمن او قصر"، وقد تحركت حماس منذ بداية معركة طوفان الأقصى على جبهتين ميدانية وسياسية" من أجل ذلك.
ترتيب الوضع الداخلي
في السياق نفسه، نفى هنية ما زعمه الاحتلال بشأن استرداد أسراه من غزة، وقال إن "العدو لم يسترد أياً من أسراه ولن يستردهم دون اتفاق، رغم كل المجازر والتطهير العرقي الذي يمارسه ضد شعبنا".
بخصوص الوضع السياسي الداخلي، قل هنية: "نتابع ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي، ونحن معنيون بوحدة هذا الشعب وإعادة بناء مكوناته السياسية على أسس صحيحة".
وأضاف بهذا الخصوص: "قدمنا مقاربة سياسية تتمثل في أننا مع إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
ثم زاد: "نريد ترتيب الأمور من خلال الاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني بمهمات محددة ولفترة زمنية مؤقتة لحين إجراء الانتخابات العامة".
وبالمناسبة، وجّه هنية "التحية لكل جبهات المقاومة التي تساند معركة شعبنا وتساند مقاومتنا".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات، وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "الإبادة الجماعية".