أقر الجيش الإسرائيلي، الأحد 10 مارس/آذار 2024، بمسؤوليته عن قتل مسن فلسطيني أصم داخل منزل في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة غزة، بحسب إعلام عبري.
كانت قناة "الجزيرة" القطرية بثت الجمعة 8 مارس/آذار، مشاهد توثق قتل جنود إسرائيليين مسناً فلسطينياً أعزل، في أثناء اقتحام منزلٍ غرب مدينة غزة.
حيث كشفت مشاهد تم تصويرها بكاميرا أحد الجنود الإسرائيليين، لحظات اقتحام المنزل من قبل الجنود وقتل المسن الذي كان موجوداً وحده في المنزل.
فيما قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن الجيش أعلن أنه سيفتح تحقيقاً في ملابسات الحادث.
وفي محاولة لتبرير الواقعة، قال الجيش الإسرائيلي: "كانت قواتنا تعمل في جنوب الشاطئ بمنطقة قتال معقدة تحت إطلاق النار".
وزعم الجيش أنه هاجم المنزل، لأنه تم إطلاق النار من محيطه تجاه جنوده، وفق المصدر ذاته.
وتابع: "تم العثور على أسلحة في الموقع وإطلاق النار على رجل أعزل يشتبه بأنه إرهابي، وكان يتحرك باتجاه الجندي الذي جاء لتفتيش المنزل".
وختم الجيش الإسرائيلي بالقول: "سيتم التحقيق في ملابسات الحادث".
من جانبها، أكدت حركة حماس الفلسطينية أن "ما كشف عنه الإعلام العبري من إقرار جيش الاحتلال بقتله للمسنّ الفلسطيني الأصم في منزله غرب مدينة غزّة بدمٍ بارد ودون أن يشكِّل أي تهديد لجنود الاحتلال، والإعلان عن عزمه فتح تحقيق في الجريمة؛ محاولة تضليلية للتهرُّب من الجرائم الممنهجة التي يرتكبها بحقّ المدنيين الفلسطينيين".
فيما دعت حماس "المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية والقضائية الدولية، إلى توثيق هذه الجرائم، والعمل على محاسبة هذا الاحتلال على جرائمه التي تخطّت كلّ حدود، بحق المدنيين الأبرياء، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف جريمة الإبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزّة".
والسبت، قالت شبكة الجزيرة إن "المسن الفلسطيني الأعزل الذي أعدمه جنود إسرائيليون، خلال اقتحام منزلٍ غربي مدينة غزة، هو عطا إبراهيم المقيد، وهو مسن أصم يبلغ من العمر 73 عاماً".
وأفادت القناة بأنها حصلت على "صورة لجثمان الشهيد بعد تحللها، ولكن لم تبثها؛ نظراً إلى قساوة المشهد".
وقالت: "لم يكن بمقدور الشهيد أن يعرف بوصول الجنود إلى المكان واقتحامهم المنزل، لأنه لم يسمع أصوات إطلاق النار في المكان، وعندما فوجئ بدخول الجنود إلى المنزل لم تسعفه إشارته لهم بعدم إطلاق النار عليه".
تتوافق هذه المعلومات مع ما قاله الجندي الإسرائيلي الذي قتل المسن، من أن الأخير أشار له بيديه طالباً منه عدم إطلاق النار عليه.
وحسب بيانات الكاميرا، يعود تاريخ المقطع إلى 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عند الساعة الثالثة و55 دقيقة بعد الظهر بتوقيت فلسطين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات، وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "الإبادة الجماعية".