قال شكيب قطيش، رئيس بلدية بلدة حولا جنوبي لبنان، مساء الثلاثاء 5 مارس/آذار 2024، إن غارة إسرائيلية قتلت أسرة من أم وأب وابنهما في منزلهما، وأضاف: "كان منزلاً من 3 طوابق، والآن انهار بالكامل، وما زال رجال الإنقاذ يعملون لمعرفة من بقي تحته"، وفق ما نقلت عنه رويترز.
بدورها، أشارت وكالة الأنباء اللبنانية، إلى أن "الشهداء هم الأب حسن علي قاسم حسين، والأم رويدا مصطفى، والابن علي حسن حسين (25 عاماً)"، وما زالت عمليات البحث ورفع الأنقاض مستمرة.
وفي التفاصيل، قالت الوكالة، إن "المقاتلات الحربية المعادية، نفذت عدواناً جوياً عصر اليوم (الثلاثاء)، مستهدفة منزلاً مؤلفاً من طابقين في الحارة الشمالية في بلدة حولا جنوبي لبنان، وأطلقت باتجاهه صاروخين من نوع جو – أرض، ما أدى إلى تدميره بالكامل، واستشهاد 3".
كذلك أفادت الوكالة بأن "فرق الدفاع المدني سارعت إلى مكان الغارة، وعملت على انتشال جثامين الشهداء، ونقلهم إلى براد مستشفى تبنين الحكومي"، كما استهدفت غارتان إسرائيليتان مساءً، منزلاً في بلدة الضهيرة الجنوبية، و"حي الرجم" في عيتا الشعب (جنوب)، وفق المصدر ذاته.
وبذلك ترتفع حصيلة القتلى المدنيين في لبنان جراء المواجهات الحدودية مع الجيش الإسرائيلي إلى 48، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق رصد "الأناضول".
قصف إسرائيلي مكثف على جنوب لبنان
وفي وقت سابق الثلاثاء، أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بتعرّض أطراف منطقة الوزاني وأطراف بلدتي دبل وعيتا الشعب في قضاء بنت جبيل جنوبي البلاد لقصف مدفعي إسرائيلي.
كانت الوكالة قالت، في وقت سابق اليوم، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق فجراً من مواقعه المحاذية لبلدات الناقورة وجبل اللبّونة وجبل العلّام جنوب لبنان رشقات نارية من الأسلحة الثقيلة باتجاه أطراف البلدة وعلى الأحراج في جبل اللبّونة.
ولفتت الوكالة إلى أن إسرائيل "أطلقت طيلة الليل القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، وسط استمرار تحليق الطيران الاستطلاعي فوق قرى قضاءَي صور وبنت جبيل".
كان الطيران الحربي الإسرائيلي "أغار ليلاً على بلدتي السلطانية وصديقين؛ ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات الطفيفة في صفوف الأهالي القاطنين قرب الأماكن المستهدفة، بالإضافة الى أضرار جسيمة بالسيارات والممتلكات"، وفق الوكالة.
"حزب الله يجرّنا لتصعيد خطير"
في السياق، اتهم وزير دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، حزب الله في لبنان بجر الأطراف إلى "تصعيد خطير" في المنطقة، وذلك خلال لقاء غالانت في تل أبيب، الثلاثاء، مع المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان، إن غالانت قال لهوكشتاين: "نحن ملتزمون بالعملية الدبلوماسية، لكن عدوان حزب الله يقربنا من نقطة حرجة في صنع القرار، فيما يتعلق بأنشطتنا العسكرية في لبنان".
وفقاً للبيان، "ناقش الطرفان التهديد المستمر الذي يشكله حزب الله، وضرورة تغيير الوضع الأمني في الساحة من أجل إعادة النازحين الإسرائيليين بأمان إلى منازلهم في الشمال" قرب الحدود مع لبنان.
أضافت الوزارة: "أعرب الوزير غالانت عن التزام المؤسسة الأمنية بالعملية الجارية بقيادة السيد هوكشتاين للتوصل إلى تفاهمات، لكنه أكد أن عدوان حزب الله يجرّ الأطراف إلى تصعيد خطير"، وفق تعبيره.
توترات بين الاحتلال وحزب الله
وتصاعدت حدة التوتر خلال الأيام الماضية بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" كان أحدثها مقتل 3 مسعفين متطوعين من "الهيئة الصحية الإسلامية" اللبنانية بقصف إسرائيلي على مركز إسعافي في بلدة العديسة جنوب لبنان، مساء أمس الإثنين.
وجاء الاستهداف الإسرائيلي عقب إعلان تل أبيب صباح الإثنين، مقتل شخص وإصابة 7 آخرين بجروح إثر سقوط صاروخ مضاد للدبابات أُطلق من لبنان على مستوطنة مارغليوت (شمال).
وعلى وقع حرب مدمّرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان قصفاً متقطعاً مع الجيش الإسرائيلي بوتيرة يومية منذ 8 من ذلك الشهر، ما أسفر عن قتلى وجرحى على جانبي "الخط الأزرق" الفاصل.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".