الأمريكيون الرافضون لحرب غزة يتهمون هاريس بـ”الخداع”.. انتقدوا تصريحاتها بشأن الهدنة في القطاع

عربي بوست
تم النشر: 2024/03/05 الساعة 06:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/03/05 الساعة 06:58 بتوقيت غرينتش
نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية / رويترز

وُصفت التعليقات التي أدلت بها نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، التي تطالب فيها بوقف إطلاق نار فوري يستمر لستة أسابيع، بالمخادِعة من جانب الأمريكيين الفلسطينيين والمنظمين اليهود التقدميين والمصوتين الأمريكيين، الذين يضغطون من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية ضد غزة، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الإثنين 4 مارس/آذار 2024.

فقد حثَّت هاريس إسرائيل على اتخاذ المزيد من الإجراءات لتوصيل المساعدات إلى غزة، مكررةً التعليقات الحادة التي أدلت بها، الأحد 3 مارس/آذار، ووصفت خلالها الظروف في قطاع غزة الساحلي بأنها "غير إنسانية"، بعد مرور نحو 4 أشهر على بدء العدوان الإسرائيلي.

تصريحات كامالا هاريس "مخادعة"

صحيحٌ أن تعليقات نائبة الرئيس كانت ضمن التعليقات الأشد حدة التي تخرج من قائدة بارزة في إدارة بايدن ضد إسرائيل، من أجل تخفيف الظروف في غزة، لكن النشطاء الحقوقيين والمنظمين التقدميين والأمريكيين العرب سارعوا بانتقاد تصريحاتها، مشيرين إلى أن ما دعت إليه نائبة الرئيس يفشل في تلبية مطالبهم التي تدعو إلى إنهاء تام للحرب التي تشنها دولة الاحتلال ضد غزة.

حيث قال عابد أيوب، مدير اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز، على موقع X (تويتر سابقاً): "مطالبة نائبة الرئيس (كامالا) هاريس بوقف مؤقت لإطلاق النار لستة أشهر، هي كمية من الوقت محددة للغاية. ما تطالب به ليس وقف إطلاق نار، بل وقفاً مؤقتاً للإبادة الجماعية".

كما قالت المنظمة اليهودية التقدمية "الصوت اليهودي من أجل السلام"، إن تعليقات هاريس أظهرت قوة "الضغط المستمر من الحركة المناهضة للحرب التي يقودها الفلسطينيون. لكننا نحتاج إلى وقف إطلاق نار دائم وتغيير في السياسة، بما في ذلك إيقاف إرسال الأسلحة والتمويلات إلى الجيش الإسرائيلي".

من جهتها، قالت إيمان عبد الحي، الأستاذة المساعدة في جامعة شيكاغو، التي تتركز دراساتها حول الجندر والدين والمسلمين في الولايات المتحدة، إن تصريحات نائبة الرئيس هي نتيجة مباشرة للضغوط من المصوتين الأمريكيين، إنها غير صادقة وغير كافية، نحتاج إلى وقف إطلاق نار دائم، بل احتجنا إليه منذ أشهر".

كذلك قال أيوب إن وقف إطلاق النار الذي تطالب به إدارة بايدن هو "وقت كافٍ للانتهاء من غالبية الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي".

ما الذي طلبته نائبة الرئيس الأمريكي؟

من جهته، قال البيت الأبيض، الإثنين، إن كامالا هاريس حثت إسرائيل على صياغة خطة إنسانية "ذات مصداقية" قبل القيام بأنشطة عسكرية كبيرة في رفح خلال اجتماع مع بيني غانتس، الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.

كما قال البيت الأبيض في بيان حول الاجتماع "ناقشت نائب الرئيس والوزير غانتس الوضع في رفح، والحاجة إلى خطة إنسانية ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ قبل التفكير في أي عملية عسكرية كبيرة هناك، بالنظر إلى المخاطر التي يتعرض لها المدنيون".

من المقرر أيضاً أن يعقد غانتس، الغريم السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتماعاتٍ مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكجورك، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

تأتي زيارته في وقت يكثف فيه البيت الأبيض ضغوطه على إسرائيل، لتوفير الحماية للمدنيين في غزة، خلال حربها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

فيما عبَّرت هاريس عن "قلقها البالغ" تجاه الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث تقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من 30 ألف شخص قُتلوا في الهجوم الذي شنَّته إسرائيل منذ أشهر، رداً على هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتقول الأمم المتحدة إن العديد من سكان القطاع على حافة المجاعة.

يضغط كثيرون في حزب بايدن من أجل وقف إطلاق النار أيضاً، وقد ألحق عدم التوصل لوقف مستدام لإطلاق النار ضرراً سياسياً بالرئيس. وعانى بايدن، الذي يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثانية، في نوفمبر/تشرين الثاني، من تراجع شعبيته خلال معظم فترة ولايته الأولى. 

كما أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز ومعهد إبسوس في الآونة الأخيرة، أن دعمه للمساعدات العسكرية لإسرائيل لا يحظى بشعبية لدى معظم أعضاء الحزب الديمقراطي.

تحميل المزيد