وصف رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، فوز السياسي المخضرم جورج غالاوي في الانتخابات البرلمانية بـ"المقلق للغاية"، مشيراً إلى أن حكومته تتجه لشن حملة ضد الاحتجاجات المرتبطة بغزة، بحسب وكالة Bloomberg الأمريكية، وموقع Middle East Eye البريطاني.
وفي خطاب نادر جرى ترتيبه بصورةٍ مفاجئة داخل داونينغ ستريت، أمس الجمعة، قال سوناك إن "شوارع المملكة المتحدة قد استولت عليها جماعات صغيرة تهدد بتفريقها"، معلنا عن حملة ضد الاحتجاجات المرتبطة بغزة..
كما ذكر أن حكومته ستعلن عن إطارٍ أكثر متانةً الشهر الجاري من أجل ما أسماها "ضبط الاحتجاجات"، التي صارت حدثاً منتظماً في عطلات نهاية الأسبوع داخل العديد من المدن البريطانية، خاصةً لندن.
سوناك قال إن "هذا الوضع استمر بما فيه الكفاية"، ثم وجّه حديثه إلى المحتجين مباشرةً ليقول إن "التهديد بالعنف والتخويف سلوكيات غريبة على طريقتنا في فعل الأمور" على حد وصفه.
وأردف سوناك: "لا يمكنكم الدعوة للجهاد العنيف. وليس هناك سياق سيكون مقبولاً فيه عرض شعارات معادية للسامية على ساعة بيغ بن"، على حد قوله.
يُذكر أن المحتجين عرضوا عبارة "من النهر إلى البحر" المثيرة للجدل على الساعة الشهيرة، بالتزامن مع تصويت برلماني حول وقف إطلاق النار في غزة الأسبوع الماضي.
سوناك يريد شن حملة ضد الاحتجاجات المرتبطة بغزة بعد فوز غالاوي
جاءت تصريحات سوناك بعد ساعات من فوز اليساري جورج غالاوي في الانتخابات البرلمانية ببلدة روتشديل، شمال غرب إنجلترا، وذلك عقب حملة فوضوية هيمنت عليها التوترات المرتبطة بحرب إسرائيل على قطاع غزة.
وأدان سوناك فوز غالاوي باعتباره "مقلقاً للغاية". وقال في إشارة إلى فوزه: "من المقلق للغاية أن الانتخابات الفرعية في روتشديل الليلة الماضية شهدت عودة مرشحٍ ينكر الفظائع المرتكبة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ويُمجِّد حزب الله".
واجه نواب حزبي المحافظين والعمال احتجاجات أمام منازلهم ومكاتبهم في الأشهر الأخيرة، وتلقوا الخطابات ورسائل البريد الإلكتروني العدوانية، وكذلك الإساءات عبر الشبكات الاجتماعية؛ بسبب موقف حزبيهما من الحرب.
تعامل سوناك كذلك مع خلاف حول الإسلاموفوبيا ضمن صفوف حزب المحافظين أيضاً. فقبل خمسة أيام فقط، طالب رئيس الوزراء الساسة بتهدئة حدة خطاباتهم وهو يُعلن إيقاف نائب حزبه، لي أندرسون، وذلك بسبب تصريحاته المعادية للمسلمين ضد عمدة لندن صادق خان.
قال سوناك في خطابه الأخير إن "المتشددين الإسلاميين واليمين المتطرف يغذيان ويشجعان بعضهما البعض"، على حد زعمه، داعياً الشرطة لتبني موقفٍ أشد تجاه احتجاجات غزة.
بينما قال أوين جونز، كاتب الأعمدة في صحيفة بريطانية، إن الخطاب يمثل الموجة المتصاعدة من الاستبداد داخل بريطانيا.
إذ كتب على منصة إكس: "هناك حالة ذعر أخلاقي تجري إثارتها ضد الأصوات المعارضة، التي يتم تصويرها على أنها لمتشددين خطرين يهددون النظام الاجتماعي والوحدة الوطنية، ويمثلون الطابور الخامس للأعداء الأجانب".
ثم أردف: "والحقيقة هي أن الاحتجاجات ضد المذبحة الجماعية في غزة، ودور حكومتنا في تسليحها ودعمها، كانت سلميةً في غالبها. وعادةً ما نشهد أعداد اعتقالات أكبر خلال مباريات كرة القدم الكبيرة؛ ما يعني أن هذا الذعر الأخلاقي مبنيٌ على كذبة".