دعا البرلمان الأوروبي، الأربعاء 28 فبراير/شباط 2024، لأول مرة إلى "وقف فوري ودائم لإطلاق النار" في غزة، حيث تواصل إسرائيل هجماتها، في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال جرائمه على القطاع، وتؤكد وزارة الصحة في القطاع أن سكان الشمال باتوا بدون أي خدمات صحية.
وتمت الموافقة على تقرير عام 2023 في الجمعية العامة للبرلمان الأوروبي حول "وضع حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم وسياسة الاتحاد الأوروبي تجاهه" بأغلبية 265 صوتاً مقابل رفض 253 صوتاً، وامتناع 10 أعضاء عن التصويت.
وقف عاجل ودائم لإطلاق النار
فقد تمت إضافة عبارة "الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة" إلى المادة 62 من التقرير بناءً على طلب أعضاء المجموعة اليسارية في البرلمان الأوروبي.
جاء في التقرير الجديد المنقح والموافق عليه: "إن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه والمجتمع الدولي مدعوون، على وجه الخصوص، إلى وقف عاجل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، لضمان الوصول دون انقطاع إلى الغذاء والماء للجميع".
بذلك دعا البرلمان الأوروبي لأول مرة إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وفي القرار الذي تم تبنيه في 18 يناير/كانون الثاني، كان "الوقف الدائم لإطلاق النار" مشروطاً بالإفراج عن جميع السجناء وتصفية حماس.
قبل يوم، وفي جلسة الجمعية العامة بشأن التقرير المعني، انتقد العديد من النواب عدم إدراج غزة في التقرير، واتهموا الاتحاد الأوروبي بترك إسرائيل دون عقاب، على الرغم من الجرائم التي ارتكبتها.
شمال غزة بدون أي خدمة صحية
على الصعيد الميداني، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأربعاء، إن سكان (محافظة) شمال القطاع "باتوا بلا أي خدمات صحية"، بعد توقف مولد مستشفى "كمال عدوان" نتيجة عدم توافر الوقود وخروجه عن الخدمة، وأضافت الوزارة، في بيان، أن "مستشفى كمال عدوان، آخر مستشفى في شمال غزة، خرج عن الخدمة".
كما أكدت أن "سكان شمال قطاع غزة بلا أي خدمات صحية نتيجة توقف مولد مستشفى كمال عدوان".
وتابعت: "بتوقف المولد الكهربائي بمستشفى كمال عدوان، سيفقد السكان خدمات غسيل الكلى، والعناية المركزة، والحضانة، والباطنة، والقلب، والجراحة العامة، والمبيت، وطوارئ الأطفال".
في السياق، أوضحت الوزارة أن "خدمات مستشفى كمال عدوان توقفت بشكل كامل، نتيجة عدم توافر الوقود، وتعنت الاحتلال بعدم وصوله لمستشفيات شمال غزة".
استشهاد أطفال بسبب الجوع والجفاف
في وقت سابقٍ الأربعاء، حذر مدير "مستشفى كمال عدوان" حسام أبو صفية، من أن المرفق الطبي "سيخرج عن الخدمة في وقت لاحقٍ اليوم" بسبب نفاد الوقود، جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع منذ نحو 5 أشهر.
فقد أعلن أبو صفية، "استشهاد 4 أطفال خلال الأيام الماضية في المستشفى، بسبب سوء التغذية والجفاف".
يشار إلى أنه خلال الحرب على غزة أخرجت إسرائيل 31 مستشفى عن الخدمة بالقصف والتدمير والحرمان من الإمدادات الطبية والوقود من إجمالي 36، كما استهدفت 152 مؤسسة صحية جزئياً، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل الخاضعة لمحاكمة أمام "العدل الدولية" بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، حرباً مدمرة على غزة خلَّفت حتى الأربعاء 29 ألفاً و954 شهيدًا و70 ألفاً و325 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.