منحت إدارة بايدن إسرائيل مهلةً أسبوعين للتوقيع على رسالة قدمتها الولايات المتحدة، توفّر ضمانات بأنها ستلتزم بالقانون الدولي أثناء استخدام الأسلحة الأمريكية في غزة، وفق ما ذكره موقع "Axios" نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.
كما أكد المسؤولون أن المهلة تنتهي في منتصف مارس/آذار المقبل، وتتضمن سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأضافوا أنه إذا لم تقدم إسرائيل الضمانات بالموعد المحدد فستتوقف عمليات نقل الأسلحة الأمريكية إليها.
الموقع الأمريكي أشار إلى أن المهلة تأتي بعد إعراب أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي عن قلقهم من استخدام الأسلحة الأمريكية في غزة ضد المدنيين، حيث تسبب العدوان الإسرائيلي في استشهاد نحو 30 ألفاً من المدنيين الفلسطينيين، أغلبهم من النساء والأطفال.
فيما أوضح "أكسيوس" أن الضمانات المذكورة أصبحت الآن مطلباً، بموجب مذكرة أصدرها الرئيس بايدن في وقت سابق من فبراير/شباط الجاري، ورغم أنها لا تخص إسرائيل بالتحديد، فإن السياسة الجديدة جاءت بعد أن أعرب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين عن قلقهم بشأن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة.
كما نقل الموقع الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن الولايات المتحدة حددت الحصول على الضمانات المكتوبة من إسرائيل بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية في غزة، بحلول منتصف مارس/آذار المقبل، حتى يتمكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من التصديق عليها بحلول نهاية الشهر نفسه.
فيما أشار المسؤول إلى أن الرسالة لم تحدد الجهة الإسرائيلية التي يجب عليها توقيع الضمانات، وأن لتل أبيب أن تقرر من سيوقّع الرسالة في الحكومة.
بدوره، قال مسؤول أمريكي إنه تم إرسال رسائل مماثلة خلال الأيام الأخيرة إلى العديد من البلدان الأخرى التي تستخدم أسلحة أمريكية، وفق ما نقل عنه "أكسيوس".
توتر بين نتنياهو بايدن
يأتي ذلك في ظل تقارير عن تعمق الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة.
إذ حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الثلاثاء، من أن خلاف نتنياهو مع بايدن يضر بأمن إسرائيل وعلاقاتها الخارجية.
فرغم الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل منذ بداية حربها المدمرة على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإنه في الآونة الأخيرة تزايدت انتقادات واشنطن لنتنياهو لأسباب بينها بالخسائر الكارثية بين المدنيين الفلسطينيين.
حيث قال لابيد، في منشور بحسابه على منصة "إكس"، إن "الخلاف العلني بين نتنياهو والإدارة الأمريكية هو ضرر لأمن الدولة، وضرر لعلاقات إسرائيل الخارجية، وانعدام للمسؤولية الوطنية".
في وقت سابق الثلاثاء، حذّر بايدن من فقدان حكومة اليمين المتشدد في إسرائيل الدعم الدولي، ورد نتنياهو زاعماً أن موقف إسرائيل من الحرب يحظى بدعم غالبية الشعب الأمريكي.
كما قال بايدن في مقابلة على شبكة "إن بي سي" الأمريكية، إن الحكومة الإسرائيلية "ستخسر الدعم الدولي في حال استمرت على نهجها اليميني المتشدد الحالي".
رد نتنياهو في كلمة بثها على حسابه في "إكس" قائلاً: "منذ بداية الحرب وأنا أقود حملة سياسية هدفها كبح الضغوط الهادفة إلى إنهاء الحرب قبل وقتها، ومن ناحية أخرى أيضاً كسب الدعم لإسرائيل".
أضاف: "اليوم تم نشر استطلاع في الولايات المتحدة، يُظهر أن 82% من الأمريكيين يؤيدون إسرائيل، وهذا يعني أن أربعة من كل خمسة أمريكيين يدعمون إسرائيل وليس (حركة) حماس. وهذا يمنحنا قوة إضافية لمواصلة الحملة حتى النصر الكامل"، على حد قوله.
حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن الاستطلاع الذي يستشهد به نتنياهو يركز على إسرائيل مقابل "حماس"، وليس إسرائيل مقابل الفلسطينيين، و"من هنا جاءت الفجوات الكبيرة نسبياً مقارنةً باستطلاعات أخرى أظهرت نتائج مختلفة".