في سيارة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بدأ العروسان الفلسطينيان إبراهيم ونرمين أولى لياليهما بداخلها بعد أن أقاما مراسم الزواج داخل مدرسة تستضيف نازحين في وسط قطاع غزة.
وبجانب أحد الأرصفة تصطف السيارة بيضاء اللون، التي جمعت العروسين، والتي تمت تغطية زجاجها من الداخل ببعض الأقمشة.
ورغم الحرب، أصر الفلسطينيان على أن يقيما زفافهما داخل مدرسة "دير البلح"، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وأن يكملا حياتهما الزوجية داخل السيارة بشكل مؤقت.
ونزح العروسان من شمال قطاع غزة، حيث أجبرتهما إسرائيل على التوجه جنوباً في بداية الحرب.
وكانت العروس نرمين تأمل أن ترتدي فستان الزفاف الأبيض، وأن يقام حفل زفافٍ كبير لها في أجواء من الفرحة يجمع أصدقاءها وأقاربها، لكن استمرار الحرب حال دون ذلك.
ورغم الظروف الصعبة والحزن الذي يخيم على قطاع غزة بسبب الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استطاع العروسان سرقة لحظات من الفرح وسط النازحين.
داخل مدرسة "دير البلح"، نظم أقارب العروسين والنازحون حفل زفاف صغيراً، حيث تم الاستماع لبعض الأغاني المفضلة لدى العروسة، وتبادل الزغاريد.
وارتدت العروس الثوب الفلسطيني التقليدي، الذي أضاف لمسة من الأصالة إلى احتفالية الزواج.
وبعد انتهاء حفل الزفاف، تجول العروسان داخل المدرسة التي تحتضن النازحين، قبل أن يغادرا إلى سيارتهما التي ستكون مأوى لهما خلال فترة الزواج المؤقتة.
وقالت نرمين عابد: "عقدنا القران في يونيو/حزيران الماضي، ولم نجد فرصة لإقامة حفل الزفاف إلا في زمن الحرب".
نرمين أضافت: "اضطررنا للأسف إلى الزواج في الحرب، كنا نتمنى إقامة الحفل في مكان ملائم بدلاً من ذلك، مثل قاعة الاحتفالات، ولكن لم يكن بالإمكان تنظيمها بسبب استمرار الحرب".
وتابعت: "مع كل الصعاب، نحن هنا لنعيش هذه اللحظة معاً، ونجعل منها ذكرى".
وأشارت إلى أن "فرحتنا غير مكتملة بسبب الحرب، لكننا نريد أن نعيش".
وأوضحت العروس الفلسطينية لـ"الأناضول": "نحن بحاجة إلى مكان للسكن يحتوي على خيام، ولكن تكاليفها باهظة، والسيارة هي الخيار الوحيد المتاح لنا، بينما المدرسة مزدحمة بالنازحين".
وخلال الأسابيع الماضية، شهدت العديد من المدارس في مناطق مختلفة في قطاع غزة إقامة مراسم زواج لنازحين فلسطينيين، حيث أجبرهم استمرار الحرب لفترة طويلة، على اللجوء إلى هذه الخطوة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".