اضطر ثلاثة أطفال إلى النزوح وحدهم من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، في ظل تفشي المجاعة، وذلك بعد استشهاد والدتهم وشقيقهم الأكبر.
نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا، الأحد 25 فبراير/شباط 2024، مقطع فيديو يظهر الأطفال الثلاثة بعد رحلة النزوح وحدهم.
يقول الطفل الأكبر إن والدهم بقي في منطقة الجنوب وحده، وظلوا هم إلى جانب أمهم وشقيقهم الأكبر في شمال قطاع غزة طوال الفترة الماضية.
الطفل يروي رحلة النزوح وحدهم.. هكذا تحدث عن المجاعة بالشمال
الطفل أضاف أنه بعد استشهاد والدتهم وشقيقهم، اضطروا النزوح وحدهم إلى منطقة الصناعة وسط مدينة غزة، ومن ثم توجهوا مع المواطنين باتجاه جنوب وادي غزة.
يروي الطفل أن جنود الاحتلال قاموا باحتجازهم نحو ساعتين خلال رحلة النزوح وحدهم، وتم فصل الرجال عن الأطفال والنساء.
الطفل أشار إلى أن مجاعة تفتك بمنطقة شمال غزة، لافتاً إلى أنهم اضطروا إلى أكل الشعير، و"أعلاف الحمير" قبل رحلة النزوح وحدهم.
وأمس السبت، شارك مئات الفلسطينيين من بينهم أطفال، شمال قطاع غزة، في تظاهرة انتهت بوقفة تنديداً باستمرار الحرب الإسرائيلية ومنع المساعدات.
رفع المشاركون في التظاهرة التي جابت شوارع بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة لافتات مكتوباً عليها: "جرحانا ومرضانا ينتظرون العلاج"، و"الجوع يهدد أطفال غزة"، و"شمال غزة بلا طعام وماء".
في 16 فبراير/شباط الجاري، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أنه بين الأول من يناير/كانون الثاني و12 فبراير/شباط، رفضت سلطات الاحتلال وصول 51% من البعثات التي خططت لها المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني لإيصال المعونات وإجراء تقييمات إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة.
بحسب الأمم المتحدة، تشير التقارير إلى تزايد المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي الحاد في شتى أرجاء قطاع غزة، حيث يتزايد عدد التقارير عن الأسر التي تكافح من أجل إطعام أطفالها، ويزداد خطر الوفيات الناجمة عن الجوع في شمال القطاع.
كما أوضح مكتب "أوتشا" أن أكثر من نصف شحنات المساعدات إلى شمال غزة منعت من الوصول الشهر الماضي، وأن هناك تدخلاً متزايداً من الجيش الإسرائيلي في كيفية ومكان تسليم المساعدات.
في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن السكان في شمال قطاع غزة أصبحوا "على حافة المجاعة ولا ملاذ يأوون إليه" في ظل الحرب المستمرة.