وجَّه ناشطون فلسطينيون من قطاع غزة نداء إلى الأردن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعوا خلاله الشعب الأردني والقيادة في المملكة إلى التحرك بشكل جدي لإنقاذ الأهالي والأطفال المحاصرين، خصوصاً في شمال القطاع، وذلك من خلال إرسال المساعدات الغذائية عبر إنزالات جوية بشكل أوسع.
وسبق أن أعلن الأردن منذ بداية الحرب في الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إنزال مساعدات طبية على قطاع غزة، وقد شارك الملك عبد الله الثاني، بشكل شخصي في أحد هذه الإنزالات.
فقد وجَّه نجل القيادي الراحل في حركة حماس الشهيد عبد العزيز الرنتيسي نداء خاصاً للمملكة الأردنية الهاشمية بصوته من إحدى مناطق شمالي القطاع، و"طالب بأن يتحرك الأردن ويستخدم ثقله لإنقاذ الناس الجوعى الآن".
كما دعا الناشطون على مواقع التواصل إلى ضرورة تنفيذ جسر بري من جسر الملك حسين إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون لإدخال 200 شاحنة يومياً لأهالي غزة والشمال.
وطالبت النداءات شعب الأردن بالضغط على حكومتهم لإرسال المعونات العاجلة إلى أهالي غزة مباشرة.
ويعاني أهالي قطاع غزة من سياسة تجويع قاسية يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسمح بإدخال أعداد ضئيلة جداً من شاحنات المساعدات للقطاع، في الوقت الذي دمر فيه كل مصادر الحياة بالقطاع، فيما منع المساعدات من الوصول تماماً إلى مدينة غزة وشمال القطاع، حيث ما يزال أكثر من 700 ألف فلسطيني صامدين هناك رغم القصف الإسرائيلي والاقتحامات.
إبادة جماعية
وقد اتهم مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، إسرائيل بالسعي لمعاقبة الفلسطينيين جماعياً من خلال تجويعهم، وحذر من أن مستوى الجوع الذي تشهده غزة حالياً "غير مسبوق" ويمثل "إبادة جماعية".
وقال المقرر الأممي إنه لا يمكنه وصف مدى صعوبة الوضع اللاإنساني في قطاع غزة، "فقد كنا نقول من قبل، إن المجاعة على الأبواب، الآن لا أستغرب إذا قلنا إن المجاعة ستكون شاملة بحلول نهاية هذا الشهر (فبراير/شباط)".
واعتبر أنه "لا أحد يعلم إلى متى يمكن لسكان غزة، الصمود على هذا الوضع، فالمساعدات التي تصل إليهم غير كافية لإبقائهم على قيد الحياة".
وحذّر من أن مشكلة الجوع تتمثل في كونه "موتاً بطيئاً ومؤلماً، ويتواصل تأثيره لأشهر وسنوات، بل عقود قادمة".
وأضاف موضحاً: "حتى لو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار اليوم، فإن الجوع سيؤثر سلباً على مستقبل أكثر من مليون طفل يعيشون في غزة، 335 ألف طفل دون سن الخامسة من بين هؤلاء، معرضون لخطر الإصابات الجسدية الدائمة (على المدى الطويل)، بما يشمل ضعف الإدراك".
وحذّر من أن "مستوى الجوع الحالي في غزة لم نشهده سابقاً، حيث لم نرَ من قبل شعباً بأكمله يعاني من الجوع"، في إشارة إلى سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من 2.2 مليون شخص.
ولفت إلى أن معاناة سكان غزة "لا تقتصر على منع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية، بل تُمارس أيضاً سياسات تهدف إلى تدمير النظام الغذائي للقطاع، ما يُعيق قدرة الفلسطينيين على إطعام أنفسهم".
وأفاد فخري، بأن استهداف المدنيين الفلسطينيين، وضمن ذلك حرمانهم من الغذاء، جزء من سياسة إسرائيلية متعمدة تستهدف جميع الفلسطينيين، فالعديد من المسؤولين الإسرائيليين أدلوا مراراً وتكراراً بتصريحات تشي بذلك.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلَّفت حتى الجمعة، 29 ألفاً و514 شهيداً و69 ألفاً و616 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".