قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، مساء الجمعة 23 فبراير/شباط 2024، إن حركته توافقت مع الفصائل الفلسطينية على تشكيل حكومة لإغاثة الفلسطينيين، وإعادة إعمار غزة، والإعداد للانتخابات، مطالباً الدول العربية والإسلامية بالتحرك العاجل لكسر الحصار على القطاع.
في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة اللبنانية بيروت، دعا حمدان الجانبين الرسمي والشعبي، في الدول التي تمر بها شاحنات برية لتزويد الاحتلال بالبضائع، إلى وقفها، في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة وعملية التجويع الوحشية بحق الفلسطينيين.
وأشار القيادي في حماس إلى أن حرب التجويع، والمجازر في غزة، لم تكن لتستمر، لولا دعم الإدارة الأمريكية.
وتابع: "طائرات التجسس الأمريكية تحلّق فوق قطاع غزة على مدار الساعة، لتحديد أهداف ورصد قيادات والعثور على أسرى".
"متمسكون بمطالبنا في المفاوضات"
وعلى صعيد المفاوضات، من أجل التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى جديد، قال حمدان إننا "متمسكون بمطالبنا، وموقفنا على الأرض والميدان يدعم هذه المطالب".
كما شدد على أن مواقف الاحتلال الإسرائيلي، وردوده على الوسطاء، ما زالت سلبية وتضع عراقيل كثيرة، أمام التوصل إلى اتفاق، لافتاً إلى أن "الوسطاء ما زالوا يواصلون مساعيهم، للتوصل إلى صفقة جديدة، ونحن متمسكون بمطالبنا".
وأضاف أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين) نتنياهو يماطل ويراوغ ويهدف إلى تعطيل التوصل لاتفاق، ولا يهمه الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة، بل هي ورقة يستخدمها لتحقيق أهدافه".
وأردف حمدان، أن "نتنياهو يُحَمِّل وفده أي مفاوضات قادمة بأربعة لاءات: لا وقف للعدوان، ولا انسحاب من القطاع، ولا عودة للنازحين إلى الشمال، ولا صفقة تبادل حقيقية".
واعتبر أن "أهداف نتنياهو، الخاصة والشخصية، ومن يقف خلفه مجموعة المستوطنين المتطرفين الذين يشكّلون عماد حكومته الفاشية، تصادم جميع المبادرات والمواقف المطروحة".
وأشار حمدان إلى أن حركته "تعاملت بروح إيجابية مع مقترحات ومبادرات الوسطاء، وانطلقت في مواقفها من أولوياتها الواضحة في وقف العدوان على أبناء شعبنا في قطاع غزة، وإنهاء معاناتهم الإنسانية، التي سببتها آلة القتل والدمار الصهيونية، وحرية حركة شعبنا وعودتهم إلى بيوتهم ومناطقهم في شمال القطاع، وفي كل مناطقه، وضرورة الإغاثة العاجلة والإيواء وبدء الإعمار".
وبشأن التقارير عن انتهاكات الاحتلال، بحق الأسيرات الفلسطينيات والتي كشفت عن حالات تحرش جنسي واغتصاب، قال حمدان: "ندعو إلى تحقيق دولي مستقل وسريع بشأن التقرير الأممي عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيات".
القدس المحتلة
وعلى صعيد الوضع في القدس المحتلة، وتهديدات الاحتلال بتقييد عدد المصلين في رمضان، حذر حمدان من أن "الانفجار قادم والغضب آت، وقرار الاحتلال تقييد حرية العبادة في الأقصى، خلال رمضان، لن يمر دون محاسبة مهما كانت التضحيات والأثمان".
وشدد حمدان على أن المساس بالأقصى أو حرية العبادة فيه والوصول إليه لن يمر دون حساب، مؤكداً أنه لن تكون للاحتلال سيادة على الأقصى مهما كانت مخططاته.
ودعا إلى "النفير إلى المسجد الأقصى، ليعلم الاحتلال أن المساس بالمكان لن يمر دون محاسبة مهما كان الثمن".
وجاءت تصريحات حمدان، تزامناً مع بدء اجتماعات باريس لبحث التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، بحضور وفدي حركة حماس وإسرائيل، ومشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وتهدف الاجتماعات إلى التوصل لتهدئة بغزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ودعم الأوضاع الإنسانية بالقطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الجمعة، 29 ألفاً و514 شهيداً و69 ألفاّ و616 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".