طلبت البرازيل من محكمة العدل الدولية، الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2024، التأكيد على أن احتلال إسرائيل لفلسطين "غير قانوني وينتهك التزاماتها الدولية"، فيما طالبت تل أبيب من رئيس البرازيل لولا دا سيلفا تقديم الاعتذار بسبب تشبيه الاحتلال بهتلر.
طلب البرازيل عبرت عنه الدبلوماسية البرازيلية ماريا كلارا باولا دي توسكو، خلال جلسة استماع عقدتها محكمة العدل الدولية، الثلاثاء، في مدينة لاهاي الهولندية، حول التبعات القانونية للممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكدت دي توسكو أن إسرائيل تواصل منذ عام 1967 انتهاك القانون الدولي والعديد من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
طلب الاعتذار
في سياق متصل، طالب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رئيس البرازيل لولا دا سيلفا بالاعتذار عن تشبيهه إسرائيل بالزعيم النازي أدولف هتلر، وذلك في رسالة كتبها كاتس بالبرتغالية ونشرها، مساء الثلاثاء، على حسابه بمنصة "إكس"، بعد سحب البرازيل سفيرها من تل أبيب عقب توبيخه من قبل كاتس إثر تصريحات لدا سيلفا حول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال كاتس: "(يا) رئيس البرازيل: ملايين اليهود حول العالم ينتظرون اعتذارك. هل تجرؤ على مقارنة إسرائيل بهتلر؟".
كما أضاف: "أذكرك بما فعله هتلر؟ أخذ الملايين من الناس إلى الأحياء الفقيرة، وسرق ممتلكاتهم، واستخدمهم كعمال بالسخرة ثم بدأ بوحشية لا نهاية لها في قتلهم بشكل منهجي. أولاً بإطلاق النار، ثم بالغاز. (إنها) صناعة إبادة اليهود بطريقة منظمة وقاسية".
كذلك، اعتبر كاتس أن إسرائيل في المقابل، شرعت في "حرب دفاعية" ضد من سماهم "النازيين الجدد الذين قتلوا كل يهودي رأوه"، على حد وصفه.
ثم مضى مخاطباً رئيس البرازيل: "عليك أن تخجل، مقارنتك غير شرعية ومضللة وعار على البرازيل وبصق في وجه اليهود البرازيليين".
وزير خارجية الاحتلال اختتم بيانه بالقول: "لم يفُت الأوان بعد لتتعلم التاريخ وتطلب الصفح. حتى ذلك الحين – ستظل شخصية غير مرغوب فيها في إسرائيل".
وحتى الساعة 15:00 (ت.غ)، لم يعلق رئيس البرازيل على ما أورده وزير الخارجية الإسرائيلي في تدوينته.
استدعاء السفير
الإثنين 19 فبراير/شباط 2024، استدعت البرازيل، سفيرها لدى تل أبيب "للتشاور" بعد إعلان كاتس في بيان الرئيس دا سيلفا "شخصاً غير مرغوب فيه"، وقبل يوم استدعت الخارجية الإسرائيلية سفير برازيليا لدى تل أبيب فيدريكو ماير لجلسة توبيخ، بعد تصريحات لرئيس بلاده دا سيلفا، اتهمها فيها بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة.
وكان رئيس البرازيل، قال الأحد 18 فبراير/شباط 2024، للصحفيين في أديس أبابا، حيث حضر قمة للاتحاد الأفريقي: "ما يحدث في قطاع غزة ليس حرباً، إنها إبادة جماعية".
كما اعتبر أن "ما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني لم يحدث في أي مرحلة أخرى في التاريخ".
لكن دا سيلفا، استدرك بقوله: "في الواقع، سبق أن حدث بالفعل حين قرر هتلر أن يقتل اليهود".
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023 حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".