قال الأمين العام لاتحاد عمال النقل المائي في الهند إن نقابة عمال هندية، تعمل في عدة موانئ في جميع أنحاء البلاد، قد تعهدت بعدم تحميل أو تفريغ السفن التي تحمل أسلحة إلى دولة الاحتلال، وذلك بعد أيام فقط من ظهور أنباء عن استخدام إسرائيل طائرات مسيَّرة قتالية هندية الصنع في الحرب على غزة.
في مقابلة مع موقع Middle East Eye البريطاني، الأحد 18 فبراير/شباط الجاري، قال ت. ناريندرا راو، الأمين العام لاتحاد عمال النقل المائي في الهند، إن الاتحاد النقابي يرفض المشاركة في أي عمل من شأنه أن يزيد من معاناة الفلسطينيين.
وقال راو للموقع البريطاني: "لقد قررنا مقاطعة أي قارب أو سفينة تحمل أسلحة أو ذخائر أو شحنات معدات عسكرية إلى إسرائيل. ولن نتعاون في ذلك".
أصدر الاتحاد، في 14 فبراير/شباط الجاري، بياناً أعلن فيه قراره بمقاطعة جميع السفن التي تحمل الأسلحة إلى إسرائيل، وأوضح في بيانه أن القرار يسري كذلك على أي سفينة تحمل شحنة عسكرية متجهة إلى إسرائيل.
قال الاتحاد إن عمال الموانئ "سيقفون دائماً في مواجهة الحرب وقتل الأبرياء من النساء والأطفال وغيرهم"، "لقد تمزقت أجساد النساء والأطفال إلى أشلاء في هذه الحرب. ولم يعد الآباء يتمكنون من التعرف على أطفالهم الذين قتلوا في التفجيرات التي تلحق بهم في كل مكان".
نقابة عمال هندية أكدت تضامنها مع الفلسطينيين
وقال راو لموقع "ميدل إيست آي" إن الاتحاد النقابي لم يصادف حتى الآن سفناً محملة بالأسلحة متجهة إلى إسرائيل، إلا أنه أصدر بيانه ليكون إجراءً وقائياً، فضلاً عن كونه عملاً تضامنياً مع الفلسطينيين في ظل الدمار الذي تتعرض له غزة.
يتولى اتحاد عمال النقل المائي تنظيم العمل في 13 ميناءً في الهند، منها 11 ميناءً رئيسياً مملوكاً للحكومة. ولا يشرف الاتحاد على العمل في ميناء موندرا، الذي تديره شركة "أداني" الهندية، وهي شركة تمتلك حصة أغلبية في مشروع مشترك مع شركة "إلبيت سيستمز"، أكبر شركة تصنيع عسكرية إسرائيلية.
قتلت إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أكثر من 28 ألفاً و990 فلسطينياً في هجماتها على قطاع غزة المحاصر، وتعمدت قطع سبل الوصول إلى المياه والكهرباء والغذاء والاتصالات.
يأتي قرار الاتحاد بعد أسبوع واحد فقط من ظهور أنباء بأن الجيش الإسرائيلي تلقى 20 طائرة مسيَّرة هندية الصنع من طراز "هيرمس 900″، تستخدمها إسرائيل طوال الوقت في الهجمات على غزة.
لم تقرَّ الحكومة الإسرائيلية ولا الهندية علناً بالصفقة، إلا أن مصدراً في شركة أداني، التي تدير 12 ميناءً صغيراً في عدة ولايات، أكد لموقع The Wire أن الطائرات المسيرة شُحنت من الهند إلى إسرائيل.
وقال نشطاء حقوق الإنسان ومحللون عسكريون إن هذه الخطوة يمكن أن تورط الهند بدرجةٍ أكبر في الإبادة الجماعية الجارية للفلسطينيين في غزة.
ذكرت قناة الأخبار الهندية TV9، في 7 فبراير/شباط الجاري، أن الطائرات المسيَّرة، التي صُنعت في مدينة حيدر أباد بجنوب وسط الهند، ستساعد في تلبية "احتياجات إسرائيل في الحرب بين إسرائيل وحماس".
جدير بالذكر أن الهند هي أكبر مشترٍ للأسلحة الإسرائيلية، إذ تستورد نحو 46% من إجمالي الأسلحة التي تبيعها إسرائيل للعالم. وتشارك الشركات الهندية في إنتاج عديد من الأسلحة الإسرائيلية في مصانع تعمل في جميع أنحاء الهند. وقد تنامت العلاقات بين الهند وإسرائيل في عهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وأعلن البلدان عن شراكة استراتيجية بينهما منذ عام 2018.