كشف الجدال الذي وقع بين أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي، خلال اجتماعهم يوم الخميس الماضي 15 فبراير/شباط، عن تزايد الخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وشركائه في المجلس الذي يدير الحرب على غزة، وفقاً لقناة 13 الإسرائيلية.
جاء ذلك على خلفية المحادثات المستمرة من أجل التوصل إلى صفقة للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة؛ إذ كشفت تسريبات اجتماع مجلس وزراء الحرب عن قدرٍ من التوترات الجارية بين أركان النخبة السياسية والأمنية الإسرائيلية في غمار المعركة.
فقد انتقد وزير الدفاع يوآف غالانت، والوزير بيني غانتس، رئيسَ الوزراء نتنياهو خلال الاجتماع، وأعربَا عن استيائهما من سلوك رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) ديدي بارنياع، ورئيس جهاز الأمن العام والاستخبارات الداخلية (الشاباك) رونين بار، في التعامل مع القيادة السياسية.
هاجم غالانت في كلمته نتنياهو، وقال مخاطباً رئيس الموساد: "لقد تجاوز رئيس الوزراء المؤسسة الأمنية ونتيجة لذلك وقعت أخطاء".
في سياق الحديث عن الخطوط الأولية لصفقة تبادل الأسرى، قال غالانت: "هذا 10 أضعاف ما قدمناه في الاتفاق السابق"، "لقد أرسلك مجلس وزراء الحرب في هذه المهمة، ومن ثم يجب عليك أن تقدم تقريرك بعد العودة إلى مجلس الوزراء، إلا إذا منعك رئيس الوزراء من ذلك".
أنكر نتنياهو مزاعم وزير الجيش بشأنه، وقال: "أوكد مرة أخرى أني لا أمنع أي شيء، وقد أُحيلت التقارير للعرض على مجلس الوزراء". إلا أن ذلك يُناقض ما قاله سكرتير رئيس الوزراء يوسي فوكس، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، خلال الاجتماع، فقد قالا في سياق الحديث إن تفاصيل المناقشات التي جرت في المفاوضات بشأن الصفقة لم تُعرض على مجلس الوزراء.
تفاقم الخلافات بين نتنياهو وشركائه في مجلس الحرب الإسرائيلي
ثم انضمَّ الوزير بيني غانتس إلى المنتقدين لنتنياهو، وقال: "يبدو أن رئيس الوزراء يفعل كل شيء لكي ينفرد باتخاذ القرارات، ولكي لا يشرك أحداً في الأمر. هذه ليست حكومة وحدة ولا حكومة حرب"، و"ليست هكذا تُدار الأمور".
في سياق التعليق على التسريبات، قال مكتب وزير الجيش: "من المؤسف تداول تسريبات صادرة عن مثل هذه المناقشات المغلقة والحساسة".
يأتي هذا الجدال وسط تصاعد للتوتر القائم بين نتنياهو وشركائه في مجلس وزراء الحرب، خاصة في مواجهة زعيم حزب معسكر الدولة والمنافس الأقرب على رئاسة الوزراء، بيني غانتس. وقد أورد تقرير أمس 18 فبراير/شباط أن الوسطاء المصريين أجروا اتصالات مع غانتس للبحث عن سبلٍ للتقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى.
ونقل التقرير عن مسؤولين في القاهرة ودول أخرى في المنطقة، إن المحادثات التي أجراها المصريون مع غانتس أثارت غضب رئيس الوزراء نتنياهو، وجعلته يقول إن هناك "محاولة لدفع غانتس إلى مقدمة المشهد" على حسابه، والمُضي قدماً في الصفقة التي قال إنه عازم على معارضتها ما دامت حماس متمسكة بمطالبها كما هي.