تداول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد 18 فبراير/شباط 2024، مقطع فيديو لطفل فلسطيني محاصَر داخل مدرسة في مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية، وهو يصرخ ويتحدى قوات الاحتلال برسالة صمود من داخل نافذة مسيجة، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال عدوانها على المخيم.
ويظهر في شريط الفيديو الطفل الفلسطيني وهو يلوح بيديه، متحدياً قوات الاحتلال ويردد بصوت عال: "نحن لن نستسلم.. الله مولانا ولا مولى لكم".
ثم أضاف: "رح نستشهد على أرض المخيم.. لن نستسلم، صامدين".
كما يمكن من خلال مقطع الفيديو رؤية عدد من قوات الاحتلال وعربات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مقربة من البيت الذي يوجد فيه الطفل، حيث تقوم بمحاصرته، ومنع الأهالي من مغادرة بيوتهم.
يحدث هذا بالتزامن مع مقتل فلسطينيين، وإصابة آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي، الأحد، خلال اقتحام مدينة طولكرم ومخيمها شمالي الضفة الغربية، ما يرفع حصيلة القتلى إلى 398 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان: "استشهاد الشاب نبيل عطا محمد عامر (19 عاماً) برصاصة في الرأس، أطلقها عليه جيش الاحتلال في مخيم طولكرم، وإصابة اثنين آخرَين بالرصاص الحي وضعُهما مستقر".
كما أعلنت في بيان لاحق أن الهيئة العامة للشؤون المدنية، وهي جهة تواصل رسمية مع إسرائيل، أبلغتها "باستشهاد الشاب محمد أحمد فايز العوفي (36 عاماً) برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مخيم طولكرم، حيث قام الاحتلال باحتجاز جثمانه، ما يرفع حصيلة شهداء المخيم إلى 2".
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية، فإن "قوات الاحتلال أعدمت الشاب العوفي بعد محاصرة منزله في حارة الشهداء بمخيم طولكرم، واختطفت جثمانه".
بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقم الإسعاف التابعة لها تعاملت مع 5 إصابات بالرصاص الحي في طولكرم ونقلتها إلى المستشفى، بينها ما ورد في إعلاني وزارة الصحة.
من جهته، قال تلفزيون فلسطين (حكومي)، إن قوة إسرائيلية خاصة (متنكرة بزي مدني) "اقتحمت مخيم طولكرم، ثم تبعتها تعزيزات كبيرة بينها جرافة عسكرية، انتشرت في أنحاء المدينة والمخيم".
وأشار التلفزيون إلى أن الجيش الإسرائيلي "يحاصر منزلاً داخل مخيم طولكرم ويمنع سيارات الإسعاف من التقدم إلى عمق المخيم".
وبذلك ترتفع حصيلة قتلى الضفة خلال التصعيد الإسرائيلي بالتزامن مع الحرب المدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 398، إضافة إلى نحو 4500 جريح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.
في حين خلّفت الحرب المدمرة على القطاع حتى الأحد "28 ألفاً و985 شهيداً و68 ألفاً و883 مصاباً"، وفق وزارة الصحة في غزة، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، ما أدى لمثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".