نقل موقع Middle East Eye البريطاني قصة الطفلة الفلسطينية شهد البالغة من العمر 8 سنوات، والتي فقدت عائلتها في قصف للاحتلال الإسرائيلي على بناية كان يحتمي فيها أكثر من 30 فلسطينياً في شمال غزة.
ووسط الغارات المستمرة هرع الجيران إلى مكان الحادث لإنقاذ الناجين منهم، وبعد جهد دام ساعتين، تم إنقاذ شهد، التي كانت مصابة ومغطاة بالدماء، لكن والديها لم يحالفهما الحظ، وعُثر على جثتيهما تحت الأنقاض.
وأصيب عم شهد، هاني داود، وهو مواطن أمريكي يعيش في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، بالصدمة حين وصله الخبر وشرع على الفور في إجراءات إخلاء شهد ووالديه المسنين اللذين كانا في جزء آخر من غزة.
كما أعرب عن استيائه من وزارة الخارجية الأمريكية، منتقداً تركيزها على التعليمات العامة وتجاهلها أقارب الأمريكيين في غزة ممن تنطبق عليهم المعايير الإنسانية، في الوقت الذي تحاول فيه التأقلم مع صدمة فقدان والديها.
إجراءات واشنطن تعرقل عمليات الإجلاء
ورغم محاولاته المتكررة للاتصال بوزارة الخارجية الأمريكية منذ الغارة الجوية التي وقعت في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، واجه داود صعوبات في جلب شهد إلى بر الأمان.
ويعمل الكثير من الأمريكيين الفلسطينيين، مثل داود، جاهدين لإجلاء عائلاتهم من غزة وسط التهديد بالغزو الإسرائيلي لرفح.
وتتضمن إجراءات الإخلاء تقديم طلب إلى وزارة الخارجية الأمريكية، التي تراجع الطلب وترسله بعد ذلك إلى مصر وإسرائيل لإجراء مراجعات أخرى.
والأفراد الذين ينالون الموافقة تدرجهم السلطات الفلسطينية في قائمة المسموح لهم بالخروج عبر معبر رفح الحدودي. على أن هذه الإجراءات توصف بالمتاهة وبأنها تفتقر إلى المرونة.
معايير تعرقل إنقاذ المدنيين من غزة
وانتقد سامي النابلسي، وهو محامٍ يساعد الأمريكيين الفلسطينيين، المعايير المشددة التي تطبقها وزارة الخارجية، والتي تسمح فقط لأفراد معينين من عائلات المواطنين الأمريكيين، مثل الأزواج والآباء والأبناء غير المتزوجين تحت سن 21 عاماً، بمغادرة غزة.
وتنطبق أيضاً على الأشقاء الذين تقل أعمارهم عن 21 عاماً لو أن شقيقهم المواطن الأمريكي أقل من 21 عاماً أيضاً. وهذه المعايير المتشددة تترك الكثير من الأقارب غير مؤهلين للإخلاء.
ورغم مزاعم وزارة الخارجية الأمريكية مساعدتها أكثر من 1600 فلسطيني، يرى البعض أن جهودها غير كافية. ويشعر الفلسطينيون الأمريكيون بالتهميش والتمييز في إجراءات الإخلاء، ويقولون إن الحكومة الأمريكية تتمتع بالنفوذ لبذل مزيد من الجهد لمساعدة الأقارب الأمريكيين على مغادرة القطاع المحاصر.
وتمكنت ابنة شقيق داود من الوصول إلى والديه في رفح، بالقرب من الحدود المصرية، لكن اسمهما لم يظهرا في قائمة المسموح لهم بالإجلاء رغم موافقة الولايات المتحدة. ومع اقتراب الهجوم الإسرائيلي على رفح، يزداد الوضع سوءاً، ويظل من غير الواضح إن كان التفتيش الأمني من مصر أو الاحتلال يعيقهم.
وقال: "سمعنا قصصاً عن قُصّر يمكنهم الذهاب مع آبائهم أو أجدادهم حتى لو لم تُدرج أسماؤهم. لكن المشكلة أن حتى والدايّ لا يظهران في أي قائمة".