طالب رئيسا وزراء إسبانيا وأيرلندا المفوضية الأوروبية، الأربعاء 14 فبراير/شباط 2024، بإجراء مراجعة عاجلة لمدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان في حربها ضد غزة.
وقالا في رسالة مشتركة نشرتها الحكومة الإسبانية: "إننا نشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع في إسرائيل وفي غزة… والعملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة في منطقة رفح تشكل تهديداً خطيراً ووشيكاً يجب على المجتمع الدولي التصدي له بشكل عاجل".
مراجعة لامتثال إسرائيل لحقوق الإنسان بغزة
وفي وقت سابق، كشف موقع HuffPost في تقرير له، أن الولايات المتحدة تحقق في احتمالية وجود انتهاكات ضد القانون الدولي من جانب إسرائيل منذ شهور، وتواصل جهودها هذه، وذلك على الرغم من تصريح سابق للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، قبل شهر، قال فيه إن واشنطن كانت واثقة للغاية من الهجوم الذي تشنه إسرائيل ضد غزة بدعم من الولايات المتحدة، وإن الولايات المتحدة ليست في حاجة إلى إجراء تحقيق حول أفعال دولة الاحتلال.
وقالت الصحيفة وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة، إن مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية يجرون تحقيقات حول أفعال الاحتلال في قطاع غزة، التي يعتقدون أنها ربما تكون قد خرقت القانون الدولي.
مسؤول في الخارجية الأمريكية مُطلع على المناقشات التي دارت في الأسابيع الأخيرة، أوضح خلال حديثه مع موقع HuffPost، أن محامي الخارجية الأمريكية يتعقبون منذ شهور مثل هذه الأمثلة التي شهدت انتهاك القانون الدولي.
إذ تُحقق وزارة الخارجية الأمريكية فيما إذا كانت إسرائيل، التي تعد متلقياً رئيسياً للمساعدات الأمريكية، ارتكبت انتهاكات حقوق إنسان تنتهك القانون الأمريكي، وفقاً للمسؤول. وهذه الانتهاكات قد تكون قد انتهكت في الوقت ذاته القانون الدولي.
جرائم الاحتلال في غزة
وبالتزامن قالت وزارة الصحة في غزة، إن ما لا يقل عن 28576 فلسطينياً استشهدوا، وأصيب 68291 آخرون، في هجمات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، في وقت أجبرت فيه قوات الاحتلال آلاف النازحين على إخلاء مجمع ناصر الطبي في خان يونس، إلى مناطق شرق المدينة.
وزارة الصحة في غزة قالت، في بيان، إن الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت مقتل 103 فلسطينيين وإصابة 145 آخرين، في 11 مجزرة ارتكبها الاحتلال ضد العائلات في القطاع، مشيرةً إلى وجود أعداد من الضحايا لا يزالون تحت الركام، وفي الطرقات، فيما منع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين في أنحاء متفرقة في قطاع غزة، رغم المحاكمة التي تواجهها تل أبيب بمحكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين.
ومنذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدأ الاحتلال الانسحاب التدريجي من مناطق بمحافظة شمال القطاع، لتتبعها بداية يناير/كانون الثاني الماضي، انسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشنّ الاحتلال حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلَّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، ودمار هائل بالبنية التحتية.