أصيب فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي، مساء الإثنين 12 فبراير/شباط 2024، خلال مواجهات شهدتها بلدة "عصيرة" جنوبي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، تزامناً مع هجوم مستوطنين على القرية.
وتصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية بشكل كبير منذ أشهر، وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة المحاصر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية)، نفذ المستوطنون 186 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال يناير/كانون الثاني الماضي.
اعتداء بالحجارة والزجاجات الحارقة
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قالت في بيان مقتضب، إن طواقم الإسعاف التابعة لها "نقلت إصابتين من مركز طبي في القرية إلى مستشفى رفيديا في نابلس".
كما أضافت الجمعية أن المصابَين هما "شاب (20 عاماً) مصاباً في البطن، وطفل (16 عاماً) مصاب في اليد، في بلدة عصيرة القبلية قرب مدينة نابلس، وجرى نقلهما إلى المستشفى".
من جهتهم، قال شهود عيان إن عشرات الإسرائيليين من مستوطنة "يتسهار" هاجموا المنطقة الشرقية من القرية "بالحجارة والزجاجات الحارقة، وتسببوا بأضرار في أربعة منازل".
كما أوضح الشهود أن المستوطنين "أحرقوا مركبة كانت مركونة أمام أحد المنازل".
ثم أضافوا أن "كاميرات المراقبة أظهرت وصول مستوطنين ملثمين قاموا بتحطيم كاميرات المراقبة بالتزامن مع الاعتداءات".
الشهود أشاروا إلى أن الجيش الإسرائيلي "اقتحم القرية بالتزامن مع هجوم المستوطنين، لتندلع مواجهات مع سكانها أسفرت عن إصابتين بالرصاص الحي".
استشهاد فتى معتقل
في سياق متصل، أعلنت هيئة الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك، في وقت سابقٍ الاثنين، وفاة فتى معتقل، متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة القدس الأحد 11 فبراير/شباط 2024، وقالت الهيئتان إن "الفتى المعتقل محمد طارق أبو سنينة (16 عاماً) من القدس، ارتقى ظهر اليوم (الإثنين) في مستشفى هداسا الإسرائيلي، متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال يوم أمس (الأحد) في البلدة القديمة بالقدس".
كما أِشار البيان إلى أنه "رغم إصابة أبو سنية البالغة، استمر الاحتلال في اعتقاله حتى لحظة استشهاده، وجرى تعيين جلسة غيابية له الإثنين 12 فبراير/شباط".
وأضاف: "كما استمر الاحتلال في وضعه تحت حراسة مشددة بالمستشفى، وتقييده بالسرير، ويواصل الاحتلال حتى اللحظة احتجاز جثمانه".
وأوضح البيان أنه "باستشهاد المعتقل أبو سنينة، فإن عدد شهداء الحركة الأسيرة، ومنهم الجرحى المعتقلون الذين ارتقوا داخل مستشفيات الاحتلال، يرتفع إلى 246 شهيداً (منذ 1967)".
والأحد 11 فبراير/شباط 2024، قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان مقتضب: "ورد بلاغ عن مشتبه به حاول طعن شرطيين في البلدة القديمة بالقدس، حيث تم تحييده". وأفاد شهود عيان بأنّ عملية إطلاق النار على الشاب الفلسطيني وقعت قرب باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى، في البلدة القديمة من مدينة القدس.
وبذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في الضفة بما فيها القدس إلى 393 منذ بدء الحرب المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إضافة إلى نحو 4 آلاف و450 مصاباً، استناداً إلى بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
يأتي ذلك فيما تشهد الحرب الإسرائيلية على غزة تصعيداً خطيراً بسبب التوجّه لاجتياح مدينة رفح الجنوبية، رغم التحذيرات الدولية من مغبة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين مثلت المدينة آخر ملاذ لهم جراء التوغل والقصف الإسرائيلي المدمر الذي استهدف جميع المناطق منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.