كشفت محكمة الاحتلال المركزية في بئر السبع، الإثنين 12 فبراير/شباط 2023، عن أجزاء من لائحة الاتهام المقدمة ضد رجل انتحل صفة ضابط وتمكن من الحصول على معلومات سرية، وهي الحادثة التي وصفتها وسائل الإعلام إسرائيلية بأنها "فشل إسرائيلي فادح".
وفق تقرير لموقع The Israel National News الإسرائيلي، الإثنين، فقد انتحل المتهم صفة ضابط برتبة نقيب، وكان حاضراً في اجتماعات تقييم وضع المعارك وفي مركز المراقبة وغرفة العمليات، وتعرف على عدد الألوية التي حُشِدَت في حرب إسرائيل على غزة.
جاء في لائحة الاتهام أنَّ المتهم "جنّد" نفسه في صفوف الاحتياط رغم أنه لم يتلقَّ أمراً بذلك. وتواصل عبر الواتساب مع أحد مساعدي القادة وطلب الالتحاق بالخدمة الاحتياطية، وعندما وصل إلى قاعدة الفرقة قدم نفسه للحاضرين هناك على أنه ضابط مخابرات.
سجل محادثات سرية
وتمكن المتهم من تصوير الجنود الحاضرين في اجتماعات التقييم وفي غرفة العمليات، إضافة إلى شاشات الكمبيوتر العسكرية. وواصل طلب المساعدة منهم، لكن أحد الضباط تجاهل طلبه ولم يرسله إلى القيادة الجنوبية.
برغم الرفض، بحسب لائحة الاتهام، تمكن في النهاية من مقابلة شخص اصطحبه إلى هناك وأدخله مركز القيادة. وأثناء وجوده هناك ارتدى شارة نقيب على كتفيه، رغم أنه كان يعلم أنَّ رتبته ملازم.
في المساء شارك في تقييم الوضع، رغم أنه غير مُخوَّل له ذلك، واقترب من أحد المشاركين وسأله عما يمكنه فعله للمساعدة، وقدم نفسه على أنه قائد عمليات.
كذلك، زعم أنَّ لديه حلولاً للتحديات العملياتية؛ للوصول إلى مزيد من المعلومات. وتحدث مع جندي احتياطي عن مواد مصنفة على أنها سرية، وأخرى سرية للغاية، وسجل المحادثة. كما تحدث مع مدنيين، وقدم نفسه على أنه ينتمي إلى القيادة، واطلع على معلومات مصنفة على أنها سرية وشديدة السرية من حارس سري، ومرة أخرى سجَّل المحادثة على الهاتف.
دخل أماكن سرية
في 11 أكتوبر/تشرين الأول، عرّف نفسه لشخص التقاه عشوائياً بأنه ضابط احتياط ومخابرات يتولى مهام تنسيقية روتينية في ميدان العمليات الخاصة. وأمر أشخاصاً آخرين بالوصول إلى القيادة الجنوبية غير مسموح لهم بالدخول، من ضمنهم طيار سابق لطائرات "إف-16".
وقد قدم نفسه إلى الحراسة في مركز القيادة الجنوبية بصفته الشخص المسؤول، للسماح له بالدخول، حيث بدأ محادثة ناقشوا خلالها معلومات مُصنَّفة ما بين سرية وشديدة السرية.
مرة أخرى، سجَّل المتهم المحادثة على الهاتف المحمول، ونشر تفاصيل سرية. وتكرر ذلك عدة مرات، وضمن ذلك إرسال رسالة سرية على الواتساب إلى شخص آخر خدم معه في الماضي.
وتوضح لائحة الاتهام أنه في الفترة ما بين 7 و15 أكتوبر/تشرين الأول، تواجد المتهم في أماكن حساسة، من ضمنها مقرات عسكرية وغرف عمليات وإحدى غرف إدارة الحرب، واطلع على مناقشات لم يكن مُصرَّحاً له بالمشاركة فيها وبالطبع لم يُدعَ إليها، بجانب أنه لم يمتلك تصريح أمن معلوماتي.
واستطاع المتهم جمع معلومات سرية من خلال توثيق الأحداث بصور موجودة على هاتفه الخلوي، وتسجيل معلومات سرية حول ترتيب قوات الأمن والوسائل الموجودة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي، والخسائر، وحصل على توضيح للقدرات السرية والمزيد.
وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول، أُلقِي القبض عليه ويُحاكَم حالياً في جرائم احتيال عُظمى، وتداول معلومات سرية، والتجسس الخطير، ودخول موقع عسكري.