قال موقع Axios الأمريكي الأحد 11 نوفمبر/شباط 2024، إن مكالمة بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك لأول مرة بعد أن صرح بايدن بأن رد إسرائيل في غزة تجاوز الحد، والحديث المتزايد في وسائل الإعلام عن حالة من الخلاف بين واشنطن وتل أبيب حول نية الاحتلال اقتحام رفح.
حيث قال مسؤولان إسرائيليان إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وناقشا الحرب في غزة.
وجاءت مكالمة الأحد وسط مخاوف متزايدة، بما في ذلك داخل إدارة بايدن، بشأن احتمال توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية إلى مدينة رفح جنوب غزة، حيث يتركز أكثر من 1.2 مليون فلسطيني -الكثير منهم نزحوا من أماكن أخرى في غزة.
يقول مسؤولو إدارة بايدن إنهم أوضحوا أن الولايات المتحدة تعارض مثل هذه العملية دون خطة إسرائيلية واضحة لكيفية إجلاء الفلسطينيين الذين يحتمون هناك بأمان.
بحسب بيان للبيت الأبيض، فقد أكد بايدن رأيه "بأن العملية العسكرية في رفح يجب ألا تمضي قدماً دون خطة لضمان سلامة مليون شخص يلوذون بها".
فيما قال مسؤول إسرائيلي إن مكالمة استمرت 45 دقيقة بين بايدن ونتنياهو ركزت على عملية رفح المحتملة والرهائن.
وأمر نتنياهو الجمعة، الجيش الإسرائيلي بتقديم خطة إلى مجلس الوزراء لإجلاء السكان المدنيين في رفح.
وجاءت المكالمة قبل أيام فقط من اجتماع متوقع بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بيا بيرنز ورئيس الوزراء القطري ورئيسي الاستخبارات المصرية والإسرائيلية في القاهرة لبحث الجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة أسرى جديدة قد تؤدي إلى توقف طويل للقتال في غزة.
حالة من القطيعة
وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، بأنه لم يتحدث إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ تصريحات الأخير بشأن كون العدوان الإسرائيلي على غزة "مبالغاً فيه"، فيما ذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن "بايدن يقترب من القطيعة مع نتنياهو بشأن حرب غزة".
في مقابلة له مع برنامج (فوكس نيوز صنداي)، الذي يبث على قناة شبكة (إيه.بي.سي) الأمريكية، قال نتنياهو: "أقدر دعم الرئيس بايدن لإسرائيل منذ بداية الحرب ولا أعرف بالضبط ما الذي كان يقصده بذلك".
في غضون ذلك، قال مسؤولان في البيت الأبيض لـ"رويترز" إن بايدن سيتحدث إلى نتنياهو الأحد، في أول محادثة بينهما منذ أن وصف بايدن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة بأنه "مبالغ فيه". وقال أحد المسؤولين إن بايدن، الذي يمكث الآن في منزله في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، من المقرر أن يتحدث إلى نتنياهو يوم الأحد.
في تقرير لها الأحد، قالت صحيفة Washington Post، إن الرئيس بايدن وكبار مساعديه أصبحوا أقرب إلى القطيعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى منذ بدء حرب غزة، ولم يعودوا ينظرون إليه كشريك فعال يمكن التأثير عليه حتى في السر، وفقاً للعديد من الأشخاص المطلعين على المناقشات الداخلية.
فقد دفع الإحباط المتزايد تجاه نتنياهو بعض مساعدي بايدن إلى حثه على أن يكون أكثر انتقاداً علناً لرئيس الوزراء بشأن العملية العسكرية لإسرائيل في غزة، وفقاً لستة أشخاص مطلعين على المحادثات، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة المداولات الداخلية.
وكان الرئيس الأمريكي، وهو مؤيد قوي لإسرائيل ويعرف نتنياهو منذ أكثر من 40 عاماً، متردداً إلى حد كبير في التعبير عن إحباطاته الخاصة حتى الآن، وفقاً لما ذكره الأشخاص المطلعون. لكنهم قالوا إنه يتقبل الفكرة ببطء، حيث يواصل نتنياهو إثارة حفيظة مسؤولي بايدن بالرفض الفوري للمطالب الأمريكية الأساسية.
وقد أثار نتنياهو غضب المسؤولين الأمريكيين في عدة مناسبات في الأيام القليلة الماضية فقط. وقد ندد علناً بصفقة الأسرى، بينما كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن في المنطقة يحاول التوسط للتوصل إلى اتفاق. وأعلن أن الجيش الإسرائيلي سيتحرك إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهي خطوة عارضها المسؤولون الأمريكيون علناً، حيث إن رفح مكتظة بحوالي 1.4 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف مزرية فروا إلى هناك بأوامر إسرائيلية.
وقال نتنياهو أيضاً إن إسرائيل لن توقف القتال في غزة حتى تحقق "النصر الكامل"، حتى مع اعتقاد المسؤولين الأمريكيين بشكل متزايد أن هدفه المعلن المتمثل في تدمير حماس بعيد المنال.
في الوقت الحالي، يرفض البيت الأبيض الدعوات لحجب المساعدات العسكرية عن إسرائيل أو فرض شروط عليها، قائلاً إن ذلك لن يؤدي إلا إلى تشجيع أعداء إسرائيل. لكن بعض مساعدي بايدن يجادلون بأن انتقاد نتنياهو من شأنه أن يسمح له بإبعاد نفسه عن زعيم لا يحظى بشعبية وينتهج سياسات الأرض المحروقة، بينما يكرر دعمه الطويل الأمد لإسرائيل نفسها.
وظهر إحباط بايدن الخاص -الذي يتراكم منذ أشهر- من نتنياهو يوم الخميس عندما قال إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة "تجاوزت الحدود"، وهو أشد توبيخاً له حتى الآن.
وتحدث الرئيس أيضاً بمزيد من التفصيل عن معاناة الفلسطينيين، فضلاً عن الوقت والطاقة التي أنفقها، في محاولة إقناع الإسرائيليين والمصريين بالسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع. وقال بايدن: "الكثير من الأبرياء يتضورون جوعاً. الكثير من الأبرياء يواجهون مشكلة ويموتون. ويجب أن يتوقف هذا".
ومن بين النقاط الساخنة على وجه الخصوص خطة إسرائيل لشن حملة عسكرية على رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والمتاخمة لمصر، والتي تضخم عدد قاطنيها إلى أكثر من أربعة أضعاف الحجم الأصلي.
ويقول مساعدو البيت الأبيض علناً إنه لم يطرأ أي تغيير في استراتيجية بايدن أو رسالته. لكن العديد من حلفائه يؤكدون أنه حتى التحول الحاد في الخطاب لن يكون له تأثير يُذكَر ما لم تبدأ الولايات المتحدة في فرض شروط على دعمها لإسرائيل.