كشف موقع The Intercept الأمريكي، السبت 10 فبراير/شباط 2024، أن قاعدة البرج 22 في الأردن، والتي قُتِلَ فيها ثلاثة جنود أمريكيين، الشهر الماضي، ليست مجرد "قاعدةٍ للدعم اللوجستي" كما وصفها البنتاغون، إنما هي مركز لتمركُز قوات العمليات الخاصة وقاعدةٌ للطائرات المسيَّرة.
إذ نسي البنتاغون أن يذكر أن قاعدة البرج 22 في الأردن هي أيضاً قاعدة للطائرات المسيّرة، التي تنفذ عمليات استطلاع بعيدة المدى ضد المسلحين في سوريا والعراق المجاورتين قبل شنِّ الضربات الجوية، وذلك بحسب مصدرَين في الجيش الأمريكي، كما تخدم القاعدة كذلك كمنشأةِ انطلاقٍ لقوات العمليات الخاصة، وقاعدة أساسية لمروحيات الإخلاء الطبي.
ربما يقول البنتاغون إن مهمات البرج 22 في الأردن كانت تتمثل في قتال تنظيم الدولة (داعش)، لكن تركيزها تحول إلى الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
حيث قال أحد طيّاري القوات الجوية الأمريكية، الذي كانت وحدته متمركزةً في القاعدة مؤخراً، لموقع The Intercept الأمريكي: "إن وصف البرج 22 في الأردن بقاعدة الدعم اللوجستي هو هراء كامل". فقد كانت الخدمات اللوجستية مجرد جزءٍ صغير من مهمتها، وتمثلت في إرسال طلبيات الطعام والوقود إلى قاعدة التنف القريبة كل أسبوع.
الغرض الرئيسي من البرج 22 في الأردن
أوضح الطيار: "كان الغرض الرئيسي من البرج 22 في الأردن هو تشغيل الطائرات المسيَّرة للتجسس على المتمردين في العراق وسوريا، ولأغراض الاستهداف. وقد تَمثَّل الهدف الرئيسي الذي شاهدته في القضاء على الأهداف".
كما أردف أن البرج 22 قدَّم معلومات استخباراتية حول الأهداف لأصول القوات الجوية المتمركزة في قواعد أخرى داخل الأردن، بهدف استخدامها في عمليات القصف، ومنها قاعدة موفق السلطي الجوية.
يُذكر أن أحد الأخبار المبكرة حول هجوم الطائرة المسيّرة، الذي قُتل به الجنود الأمريكيون، نقل عن مسؤولين لم يكشف أسماءهم- لمناقشتهم تقريراً أوّلياً- أن المسيَّرة نجحت في دخول البرج 22 بسبب خطأ في اعتبارها مسيّرةً صديقة عائدة إلى القاعدة. ورغم إشارة تلك الرواية إلى وجود مسيَّرات في القاعدة، لم يُشكّك الكثير من الناس في إقرار البنتاغون بأن غرض القاعدة كان الدعم اللوجستي.
لكن المقابلات التي أُجريت مع المصادر الدفاعية والخبراء تُبرز صورةً أخرى للغرض من البرج 22، باعتبارها قاعدةً رئيسية لدعم الأعمال العدائية ضد الجماعات المتحالفة مع إيران، ويأتي هذا في وقتٍ تؤكد خلاله إدارة بايدن أنها لا تريد حرباً مع طهران. بينما لم تقر وزارة الدفاع بتحويل مهمة القاعدة من قتال داعش إلى قتال الجماعات المتحالفة مع إيران، ولا تزال مصرةً على أن عمل القاعدة هو جزء من حربها ضد داعش.
تتمثل واحدة من مهام البرج 22 في تقديم الدعم لقاعدة التنف العسكرية الأمريكية القريبة داخل سوريا، والتي يتمثل غرضها الرسمي في مكافحة داعش. وفي العام الماضي، توصل تقرير مفتش عام في البنتاغون إلى "عدم وقوع اشتباك حركي" أو أي أحداث قتالية بواسطة قوات التحالف الموجودة في التنف.
ربما قدَّمت قاعدة البرج 22 خدمات لوجستية مثل توصيل الطعام والوقود لعمليات التدريب في التنف، لكن غياب المهام القتالية للقوات الموجودة في القاعدة الأكبر يشير إلى تراجع دور كلتا المنشأتين في القتال ضد داعش.
حيث قال برايان فينوكين، المستشار القانوني السابق في وزارة الخارجية: "إذا لم يكن هناك دور للتنف في مكافحة داعش، فمن الصعب الاقتناع بأن القاعدة التي تدعم التنف سيكون لها دور في ذلك".
يُذكر أن تقرير المفتش العام غطَّى بيانات القاعدة، وصولاً إلى الـ30 من سبتمبر/أيلول الماضي، أي قبيل هجوم حماس، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. بينما أثارت حرب إسرائيل الانتقامية في غزة صراعاً مكثفاً مع الجماعات المدعومة من إيران في المنطقة.