بينما يسعى المسؤولون في الاحتلال الإسرائيلي في حربهم المتواصلة منذ أربعة أشهر على قطاع غزة، للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كشف مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية أن هدف تل أبيب وخاصة بنيامين نتنياهو تدمير حركة حماس لا يزال بعيداً.
صحيفة "New York Tımes" الأمريكية قالت الخميس 8 فبراير/شباط 2024، إن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أخبروا أعضاء الكونغرس أن إسرائيل أضعفت القدرات القتالية لحماس، لكنها لم تقترب من القضاء على الجماعة، وهو الهدف الحربي الرئيسي للحكومة الإسرائيلية.
صعوبة تدمير حركة حماس أكدها حتى مسؤولون داخل إسرائيلي، قال رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" السابق، عامي أيالون، إن هدف تدمير حركة حماس الذي أعلنت عنه إسرائيل ليس هدفاً عسكرياً واقعياً، وإن العملية العسكرية الحالية في غزة تعرِّض إسرائيل لخطر ترسيخ الدعم للحركة.
حيث أوضح أيالون: "نحن الإسرائيليين لن نكون آمنين إلا حين يكون لدى الفلسطينيين شيء من الأمل. هذه هي المعادلة" التي تحكم الأمر، و"إذا أردنا قول الشيء نفسه باللغة العسكرية، فإننا نقول إنك لا يمكنك ردع أحد، فرداً كان أو مجموعة، ما دام يؤمن بأنه ليس لديه ما يخسره".
بينما زعم أيالون أن حرب إسرائيل على قطاع غزة حرب عادلة؛ لأنها جاءت بعد الأهوال التي تعرض لها الإسرائيليون في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنه قال إن كثيراً من الإسرائيليين لا يستطيعون قبول حقيقة أن حماس لا تمثل جميع الفلسطينيين، وإن الفلسطينيين لديهم حق مشروع في إقامة دولتهم.
كما أشار أيالون إلى أن معظم الإسرائيليين يرون أن "كل الفلسطينيين ينتمون إلى حماس أو مؤيدون لحماس"، وهم لا يقبلون بفكرة أن هناك هوية فلسطينية. وقال: "نحن ننظر إليهم كأنهم جماعة من الناس، وليسوا شعباً، أو أمة"، أي إننا "لا نقبل بـ(فكرة وجود شعب فلسطيني)؛ لأننا إن فعلنا ذلك، فإن هذه الفكرة سينشأ عنها عقبة كبيرة تعترض تصور دولة إسرائيل عن نفسها".
المهم الأسرى وليس تدمير حركة حماس
فيما أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز أبحاث "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" أن أغلبية الإسرائيليين يعتقدون أن إعادة الأسرى المحتجزين لدى المقاومة في غزة، يجب أن يكون "الهدف الرئيسي" للحرب، وفق ما نقلت مواقع إسرائيلية الأسبوع الجاري.
كشف الاستطلاع أن 36% فقط يعتقدون أن تدمير حركة حماس يجب أن يكون الهدف الرئيسي للحرب، مقابل 51% يقولون إن الأولوية يجب أن تكون "تحرير الرهائن".
بينما قال 87% من المشاركين الذين صوَّتوا للقائمة العربية الموحدة إن إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة يجب أن يكون على رأس الأولويات، مقارنةً بـ19% فقط من الذين صوَّتوا لصالح حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف.
كما أظهر الاستطلاع أن 71% يعتقدون أنه ينبغي تقديم موعد الانتخابات العامة قبل موعدها المحدد في نوفمبر/تشرين الثاني 2026. من بين هؤلاء، يقول 38% إنه يجب إجراء الانتخابات بعد الحرب، فيما يقول 33% إنه يجب الدعوة للانتخابات الآن.