قال رئيس وزراء الاحتلال، مساء الأربعاء 7 فبراير/شباط 2024، إن مواصلة العملية العسكرية في قطاع غزة "شرط أساسي"، مؤكداً استمرار الحرب حتى "القضاء الكامل على حماس"، حسب زعمه، وذلك بعد ساعات من تسليم "حماس" ردّها إلى مصر وقطر حول "اتفاق الإطار" لمقترح تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
حيث أعلن نتنياهو رفضه مطالب حركة حماس التي أوردتها ضمن ردها على "مقترح باريس"، معتبراً أن التعاطي مع مطالب الحركة "لن يؤدي إلى تحرير المختطفين"، حسب قوله.
وفي ما يتعلق لليوم التالي في غزة، قال نتنياهو: "اليوم التالي هو اليوم الذي بعد (القضاء على) حماس.. كل حماس"، وأضاف إن "الانتصار الحاسم هو هدفنا ولن نقبل أقل من ذلك".
وقال نتنياهو إنه وجه جيش الاحتلال إلى "العمل في رفح"، مؤكداً بذلك عزمه على المضي قدماً في مهاجمة رفح المكتظة بالنازحين من باقي مناطق غزة المدمرة.
وقال نتنياهو: "لا يوجد حل آخر سوى الانتصار القاسي"، مؤكداً أن ذلك يتطلب "أن لا تكون هناك حماس في غزة".
وادعى أن "القضاء على حماس سينعكس على منطقة الشرق الأوسط بالكامل، وهو انتصار للجميع".
قلق واشنطن
يأتي ذلك في حين قال موقع "أكسيوس" الأمريكي، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، قلق واشنطن "البالغ" بشأن توسع العمليات العسكرية في رفح، جنوبي غزة.
وذكر الموقع، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي مطلع (لم يسمه)، أن بلينكن التقى نتنياهو وغالانت، الأربعاء، إضافة إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ومدير "الشاباك" رونين بار، ومدير "الموساد" ديفيد بارنياع.
وفي اللقاء بتل أبيب، أطلع هاليفي بلينكن على عمليات الجيش الإسرائيلي وخططه للأسابيع المقبلة، موضحاً أن الهدف هو "تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس في رفح".
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن بلينكن أبلغ نتنياهو وغالانت قلق إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "البالغ" بشأن التوسع المحتمل للعمليات العسكرية في رفح.
والأربعاء، دخلت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شهرها الخامس وسط تواصل الهجمات العنيفة الجوية والبرية على المناطق كافة، فيما تصاعدت بشكل ملحوظ بمدينة رفح (جنوب) خلال الأيام الأخيرة.
ورغم استمرار السياسة الإسرائيلية في تجويع وتعطيش سكان القطاع، فإن آلة الحرب ما زالت تطال الجوعى والعطشى، وتستهدفهم بشكل مباشر، خاصة في محافظتي غزة والشمال.
وما زال الجيش الإسرائيلي يضع مستشفيات القطاع في دائرة استهدافه بعد الدمار الواسع الذي ألحقه بالقطاع الصحي، حيث يواصل حصار مجمع ناصر الطبي، ومستشفى الأمل، التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، بمدينة خان يونس (جنوب) لليوم الـ17 على التوالي.
يأتي ذلك في ظل تواصل الاشتباكات بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة وقوات الجيش الإسرائيلي في محاور توغله بمناطق مختلفة من القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة بدعم أمريكي على غزة خلفت حتى الأربعاء، 27 ألفاً و708 شهداء و67 ألفاً و147 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.