قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الإثنين 5 فبراير/شباط 2024، إن رفح في جنوبي قطاع غزة، هي الهدف التالي لجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد خان يونس، في الوقت الذي نزح فيه المئات من العائلات الفلسطينية صوب المدينة فراراً من القصف الكثيف لطيران الاحتلال.
في الأسابيع الأخيرة صدرت تحذيرات من منظمات حقوقية وإنسانية دولية، من أن أي نشاط عسكري إسرائيلي في رفح سيؤدي الى إزهاق كثير من الأرواح.
وتعتبر رفح حالياً من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في قطاع غزة، بعد إجبار الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين من سكان شمالي القطاع على النزوح إلى هناك.
تهديدات غالانت
في مؤتمر صحفي عقده بتل أبيب، ونقلته هيئة البث الإسرائيلية، قال غالانت: "بعد إكمال المهمة العسكرية في خان يونس، ستبدأ عملية بمنطقة رفح للقضاء على (إرهابيي) حماس الذين يختبئون هناك"، وفق تعبيره.
ثم تابع: "سنصل إلى الأماكن التي لم نقاتل فيها بعد، في وسط قطاع غزة وفي الجنوب، وإلى معقل حماس المتبقي، رفح".
كما زعم غالانت أنه "يجب على كل (إرهابي) يختبئ في رفح، أن يعلم أن نهايته ستكون مثل تلك التي في خان يونس ومدينة غزة".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "رداً على سؤال حول العراقيل التي تضعها مصر في ما يتعلق بالعملية في رفح، أجاب غالانت: سنصل إلى هناك أيضاً، لن أقول كيف".
كما ادعى وزير الدفاع، وفق هيئة البث، أنه "في نهاية القتال، لن تعود حماس تسيطر على غزة، وأن أنشطة الجيش الإسرائيلي ستستمر في الأشهر المقبلة".
ووصف غالانت العملية البرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بأنها "واحدة من أكثر العمليات تعقيداً في تاريخ الحروب".
نزوح صوب رفح
في سياق متصل، نزح مئات الفلسطينيين، الإثنين، من مقر مستشفى "الأمل" ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد حصار إسرائيلي دام أسبوعين. وأفاد شهود عيان، بأن مئات الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مستشفى "الأمل" ومقر الهلال الأحمر في خان يونس نزحوا إلى مدينة رفح أقصى جنوبي القطاع، بعد حصار دامَ أسبوعين.
من جانبها، نشرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر مغادرة النازحين مقر الجمعية ومستشفى الأمل.
الجمعية قالت في بيان: "مئات النازحين يغادرون مستشفى الأمل ومقر الجمعية في خان يونس بعد مضي أكثر من أسبوعين من الحصار الإسرائيلي، وسط أجواء الرعب والهلع التي عاشوها جراء استمرار القصف وإطلاق النار".
كما أضافت أن "قوات الاحتلال (الإسرائيلي) استدعت كلاً من عضو المكتب التنفيذي للجمعية والمدير العام لمستشفى الأمل حيدر القدرة، إضافة إلى المدير الإداري للمستشفى ماهر عطا الله، واقتادتهما إلى جهة غير معلومة".
ومنذ 22 يناير/كانون الثاني الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة على خان يونس وفي محيط مستشفياتها، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية من المدينة، ما دفع آلاف الفلسطينيين إلى النزوح عنها.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/كانون الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة خلفت حتى الإثنين "27 ألفاً و478 شهيداً و66 ألفاً و835 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.