كشفت وسائل إعلام أمريكية عن توتر غير مسبوق بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وصلت إلى حد وصف بايدن لنتنياهو بعبارات قدحية، تؤكد غضب إدارة الرئيس الأمريكي من السياسة التي ينهجها المسؤول الإسرائيلي داخلياً وأيضاً في الحرب على غزة.
مجلة The Politico الأمريكية قالت في مقال لها الأحد 4 فبراير/شباط 2024، إن بايدن وصف نتنياهو بأنه "رجل سيئ وغد" في محادثات خاصة، حسب ما نقله كاتب المقابل عن أشخاص بشأن التوتر بين بايدن ونتنياهو.
في المقابل، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس، أن يكون بايدن قد أشار إلى نتنياهو بهذه الطريقة، وقال إن "الرئيس [بايدن] لم يقل ذلك، ولن يفعل ذلك"، وشدَّد على أن الزعيمين تربطهما "علاقة مستمرة منذ عقود وتتسم بالاحترام في العلن وفي السر".
التوتر بين بايدن ونتنياهو
كان التوتر بين بايدن ونتنياهو سمة غالبة على العلاقات بينهما خلال العام الماضي، وذلك بسبب الخلافات بشأن خطة الحكومة الإسرائيلية المعروفة باسم "الإصلاح القضائي"، وتصرفات وزراء اليمين المتطرف في الحكومة، وخطط حكومة الاحتلال فيما يتعلق بغزة.
في وقت سابق من عام 2023، حثَّ بايدن رئيسَ الوزراء الإسرائيلي على "الابتعاد" عن خطة الإصلاح القضائي في ضوء الاحتجاجات الحاشدة التي اجتاحت إسرائيل اعتراضاً على الخطة، إلا أن نتنياهو ردَّ على هذه المطالب بأنه لن يتخذ قراراته بناء على "ضغوط من الخارج".
في حين تضغط إدارة بايدن من أجل إطار يؤدي في النهاية إلى إنشاء دولة فلسطينية، رفض نتنياهو في تصريحاته خلال الأسابيع الأخيرة أي خطة تُفضي لإقامة دولة فلسطينية.
كما ذكرت شبكة NBC News الأمريكية في يناير/كانون الثاني، أن إدارة بايدن شرعت في اجتماعات مع نواب معارضين من الكنيست، وممثلين عن المجتمع المدني الإسرائيلي، وأشارت الشبكة الإخبارية إلى أن الإدارة الأمريكية تتوقع ألا يقود نتنياهو الحكومة القادمة في إسرائيل.
فيما رأى المحلل الإسرائيلي عاموس هارئيل، في مقال تحليلي نُشر بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني الماضي، أن صبر الإدارة الأمريكية على نتنياهو بدأ ينفد، لرفضه كل المبادرات المطروحة في مفاوضات الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى، التي تجري بوساطة قطرية ورعاية مصرية بالتعاون مع واشنطن.
أضاف هارئيل أن "استمرار نتنياهو في التهرب من أي شيء يُقدِّم ولو لمحة عن أفق دبلوماسي، من شأنه أن يزيد الاحتكاك مع الإدارة في واشنطن، ومن الواضح أن صبرها ينفد".
كما ذكر أن من بين الأمور التي يتهرب منها نتنياهو: "اتفاقاً بشأن مستقبل غزة، والاعتراف ولو ضمنياً برؤية الدولتين، وصفقة الرهائن (الأسرى الإسرائيليين في غزة)"، وتابع هارئيل: "الأحد، نفى البيت الأبيض تقرير شبكة إن بي سي نيوز (NBC News)، الذي أفاد بأنه قرر إبطاء شحنات الأسلحة إلى إسرائيل".