حذر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، من التداعيات الكارثية لوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وخلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في نيويورك، السبت 3 فبراير/شباط 2024، دعا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إلى الفصل بين الوكالة كمؤسسة أممية والادعاءات بشأن عدد من موظفيها.
وقالت وكالة الأنباء القطرية إنه شدد على أهمية دور الأونروا في مساعدة ملايين الأشخاص في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.
وأضافت الوكالة أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري بحث مع الأمين العام للأمم المتحدة آخر المستجدات في الشرق الأوسط، لا سيما في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وسبل استمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى كافة أنحاء القطاع.
لازاريني يتحدث عن الوضع الإنساني بغزة خلال مؤتمر صحفي في جنيف بسويسرا (الأوروبية)
محادثات قطرية بخصوص "الأونروا"
تأتي المحادثات القطرية الأممية بينما تتواتر التحذيرات من التداعيات الخطيرة للقرارات التي اتخذتها عدة دول غربية بتعليق تمويلاتها للوكالة بناء على مزاعم إسرائيلية بتورط موظفين بالوكالة في الهجوم الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأعلنت "الأونروا" أنها تحقق في تلك المزاعم، في حين قالت الأمم المتحدة إن إسرائيل لم تقدم حتى الآن ملفاً يتضمن الاتهامات الموجهة إلى موظفي الوكالة الأممية.
وفي السياق، وصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فيليب لازاريني، قرارات وقف تمويل الوكالة بأنها متسرعة وغير منطقية ومدفوعة بحالة الاستقطاب التي فرضتها الحرب على غزة.
وأكد لازاريني في مقابلة مع "الفايننشيال تايمز" البريطانية، أنه مستمر في منصبه طالما أن الوكالة قادرة على دعم اللاجئين الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة إن تأكيد المفوض العام لـ"الأونروا" استمراره في منصبه يمثل تحدياً للمطالبات الإسرائيلية باستقالته في ضوء المزاعم الإسرائيلية.
وأشارت "الفايننشال تايمز" إلى أن 14 دولة أعلنت حتى الآن وقف تمويلات بقيمة 440 مليون دولار لـ"الأونروا"، مشيرة إلى أن لازاريني سيجري جولة خليجية سعياً للحصول على تمويلات طارئة منها.
وكان مسؤولون أمميون حذروا من عواقب كارثية للخطوات التي قامت بها دول غربية -في مقدمتها الولايات المتحدة- إزاء الوكالة الأممية، مؤكدين استحالة إيجاد بديل لـ"الأونروا".
تحذير من أزمة غذاء في غزة
في سياق متصل حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، السبت، من أن سكان غزة "يموتون أمام أعين العالم"، في كارثة فريدة من نوعها. جاء ذلك في تغريدة للوكالة الأممية على حسابها عبر منصة إكس.
وأشارت "الأونروا" إلى أزمة الجوع والمأساة الإنسانية التي تتفاقم يوماً بعد يوم بقطاع غزة، في ظل الهجمات الإسرائيلية والحصار. وقالت: "كارثة غير مسبوقة تحدث أمام أعيننا في غزة". وشددت على أن "الناس يموتون أمام أعين العالم".
وحتى 30 يناير/كانون الثاني 2024، قررت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تعليق تمويلها لـ"الأونروا"، بناءً على مزاعم إسرائيل بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات إسرائيلية بمحيط قطاع غزة.
وتأسست "الأونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.