قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، إنه بينما تخوض إسرائيل والولايات المتحدة مفاوضات شاقة لإنهاء الحرب على غزة وتأمين إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تظهر عقبة كبيرة متمثلة في شخص إيتمار بن غفير اليميني المتطرف".
الصحيفة أشارت في تقرير لها الأحد 4 فبراير/شباط 2024، إلى أن الوزير اليميني المتطرف، اكتسب شهرة منذ توليه منصب وزير الأمن القومي قبل عام. وكان أعلن أن اليهود هم الملاك الشرعيون لـ"أرض إسرائيل"، ما أضاف بعداً مثيراً للجدل إلى المباحثات الجارية.
كان من ضمن مبادرات إيتمار بن غفير الأخيرة قيادة حملة لتوزيع بنادق هجومية على اليهود الإسرائيليين والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. وقال إن هذه الخطوة إجراء دفاعي لصد أي هجمات مشابهة لهجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
الصحيفة قالت إن الوزير اليميني المتطرف يحظى الآن بدعم كافٍ داخل الائتلاف الحاكم، ليشكل تحدياً لقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
في أول مقابلة له مع مؤسسة إخبارية أجنبية منذ انضمامه إلى الحكومة، حذر بن غفير من أنه سيعارض أي صفقة مع حماس لإطلاق سراح آلاف الفلسطينيين المحتجزين بتهمة "الإرهاب" أو إنهاء الصراع قبل هزيمة حماس هزيمة كاملة.
كما قال الوزير اليميني المتطرف في بني براك، وهي مدينة ذات أغلبية يهودية متطرفة على أطراف تل أبيب، إن نتنياهو "على مفترق طرق، وعليه أن يختار الاتجاه الذي سيذهب إليه".
موقف بن غفير يضع نتنياهو في مأزق
يضع هذا الموقف نتنياهو بين مطرقة الجهود الدولية الداعمة للتوصل إلى حل سريع للحرب، بما يشمل مفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وسندان الضغوط المتنامية داخل الفصائل اليمينية المتطرفة في إسرائيل.
تقول الصحيفة الأمريكية إن جزءاً كبيراً من الإسرائيليين، خاصة في التيار اليميني، يرى أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول يمثل فرصة لرسم مسار جديد لإسرائيل.
هذا المسار يعتمد على استيطان قطاع غزة الذي مزقته الحرب، وهو ما يشكل تناقضاً صارخاً مع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لإجراء مفاوضات حول إنشاء دولة فلسطينية.
إذ يقترح الوزير اليميني المتطرف إقامة مستوطنات إسرائيلية في غزة وتقديم حوافز مالية للفلسطينيين ليخرجوا منه. ويتماشى هذا المقترح مع أفكار الإسرائيليين اليمينيين، فيما يضيف تأثير بن غفير داخل الائتلاف الحاكم تعقيداً إلى عملية صنع القرار بالنسبة لنتنياهو.
حيث قال بن غفير أيضاً، إنه يعتقد أن إدارة بايدن تعرقل جهود الحرب الإسرائيلية، وإن المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب سيمنح إسرائيل حرية أكبر لقمع حماس.
يفاقم هذا الانقسام الأيديولوجي المعضلة التي يواجهها نتنياهو، الممزَّق بين ضرورة التوصل إلى حل، وخطر تعرضه لعزلة على الساحة الدولية، وفقدان الدعم المحلي إذا سحب بن غفير تأييده له.
إذ قال يوهانان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي في القدس: "بن غفير له تأثير كبير على نتنياهو. وآخر ما يحتاجه نتنياهو إجراء انتخابات مبكرة، وبن غفير يدرك ذلك".
بينما يعجب البعض بالنهج الشعبي الذي يتبناه الوزير اليميني المتطرف، يعتبره منتقدون شخصية استفزازية مستعدة لتصعيد الصراعات لتحقيق مكاسب شخصية.
إذ قال مسؤول في المعارضة الإسرائيلية: "حين يفتح بن غفير فمه، يتسبب في جدل عنيف يجعل من الصعب علينا خوض الحرب وإعادة الرهائن إلى الوطن"، وأشار إلى أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة تفكران الآن في الاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية رغم المعارضة الإسرائيلية للفكرة.