واصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر، رغم صدور قرار محكمة العدل الدولية الذي يُلزمه باتخاذ تدابير لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفقاً لما رصده موقع "عربي بوست"، استناداً على بيانات وزارة الصحة الفلسطينية؛ فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبدعم أمريكي، قتلت 1147 فلسطينياً، وأصابت 1965 آخرين، في 120 مجزرة منذ 27 يناير/كانون الثاني الماضي.
في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت مصادر فلسطينية العثور على جثامين 30 شهيداً مكبّلي الأيدي ومعصوبي الأعين داخل إحدى المدارس التي كان يحاصرها الاحتلال في بيت لاهيا، شمالي غزة.
نادي الأسير الفلسطيني، قال في بيان له، إن الشهداء كانوا مكبَّلي الأيدي ومعصوبي الأعين، في إشارة إلى أنهم كانوا رهن الاعتقال، مؤكداً أن الحالة التي عُثر فيها على الجثامين "ما هي إلا مؤشر واضح على أن الاحتلال نفّذ بحقهم جريمة إعدام ميدانية".
في 30 يناير/كانون الثاني الماضي، وثَّقت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في تسجيل صوتي، لحظة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على الطفلة ليان حمادة (15 عاماً)، حينما كانت تتحدث على الهاتف مع طواقمها طالبةً النجدة، وذلك بعد إطلاق النار على المركبة التي كانت تستقلها مع عائلتها بمدينة غزة، فيما بقيت أختها الصغيرة هند (6 أعوام) على قيد الحياة، بين الجثامين، وما زال مصيرها والطاقم الذي انطلق لإنقاذها مجهولاً منذ أكثر من 110 ساعات.
رغم قرار محكمة العدل الدولية، واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه بوتيرة عالية، ومعدّل المجازر التي استبقت القرار، ما زال يتراوح بين 13 إلى 19 مجزرة يومياً، وفقاً لما رصده "عربي بوست".
الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصار مدينة غزة وشمالها
كما تؤكد المصادر الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يفرض حصاراً على سكان مدينة غزة وشمالها، وسط تحذيرات أممية خلال الأيام الماضية من مجاعة حقيقية يواجهها المواطنون الفلسطينيون هناك.
في 1 شباط/فبراير الجاري، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، "بشكل عاجل إلى زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بسبب الجوع الشديد والنزوح الجماعي وانهيار النظام الإنساني".
غوتيريش، كتب في تدوينة على حسابه عبر منصة "إكس": "أدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق وموسع ومستدام إلى أنحاء غزة".
وأضاف أن "الجميع في غزة يتضوّرون جوعاً، وتم تهجير 1.7 مليون شخص، والنظام الإنساني ينهار"، مسلطاً الضوء على الوضع الحرج.
كما قال رئيس منظمة هيومن رايتس ووتش الأوروبية المتوسطية، رامي عبده، إن إسرائيل تستخدم "الجوع" سلاحاً لطرد سكان قطاع غزة وحتى قتلهم، وأوضح عبده في حديثه للأناضول، الثلاثاء، أن غزة تعاني "نقصاً شديداً" في المواد الغذائية وأن كمية المساعدات التي تصل انخفضت من متوسط 500 شاحنة قبل الحرب إلى أقل من 100 حالياً.
وأضاف أن ما بين 50 و100 شاحنة مساعدات فقط وصلت شمالي غزة في المئة يوم الماضية، وأن هناك جوعاً شديداً ونقصاً في كل شيء بالمنطقة، مشيراً إلى أن "الناس يتضوّرون جوعاً حتى الموت".
الاحتلال الإسرائيلي ما زال يجبر المواطنين على النزوح
كما يرفض الاحتلال الإسرائيلي، عودة سكان مدينة غزة وشمالها إلى منازلهم التي نزحوا منها، ووفقاً لمواقع الجيش الإسرائيلي، فإنه ما زال يجبر المواطنين في غربي مدينة غزة إلى النزوح باتجاه المنطقة الوسطى من قطاع غزة.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قال، في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، إن إسرائيل تواصل تجاهل قرار المحكمة الأعلى في العالم، وانتهاك التزاماتها الدولية، بما في ذلك قواعد ومبادئ القانون الدولي، بإصرارها على الاستمرار في ارتكاب انتهاكات جسيمة ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
المرصد الحقوقي، أوضح أنه إلى جانب عمليات القصف الإسرائيلي التي لا تتوقف، بما فيها تدمير منازل سكنية على رؤوس ساكنيها وقتل النازحين قسراً بعد ترويعهم واستجابتهم لأوامر إخلاء إسرائيلية غير قانونية؛ فإن إسرائيل تواصل هجومها على ما تبقى من النظام الصحي في غزة، وتحاصر المستشفيات التي بقيت تعمل جزئياً في خان يونس جنوبي قطاع غزة وتستهدفها بشكل مباشر.
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.