كشف تقرير نشرته منظمة دولية عن استهداف السلطات في الأردن لنحو 30 صحفياً، ومحامياً، وعاملاً في مجال حقوق الإنسان باستخدام برنامج التجسس بيغاسوس القوي، الذي صممته شركة NSO Group الإسرائيلية، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الخميس 1 فبراير/شباط 2024.
جاء ذلك الاستهداف وسط حملة واسعة لقمع حريات الصحافة والمشاركة السياسية، بحسب تقرير نشرته منظمة Access Now للضغط السياسي.
وتشير المعلومات المتاحة إلى أن الحكومة الأردنية استخدمت السلاح السيبراني الإسرائيلي ضد أفراد من المجتمع المدني، وبينهم مواطن أمريكي واحد على الأقل من القاطنين في الأردن، وذلك خلال الفترة من 2019 وحتى سبتمبر/أيلول عام 2023.
كما توصلت Access Now إلى وجود هجمات "واسعة النطاق بدرجةٍ صادمة" ضد الصحفيين، والنشطاء السياسيين، والشخصيات الفاعلة في المجتمع المدني، والمحامين الحقوقيين في الأردن.
بينما قالت إن هذه الهجمات تؤكد على احتفاظ دول المنطقة سراً بعلاقات استخباراتية وتجارية قوية مع إسرائيل. كما يبدو أن تلك الدول تعتمد على أقوى أسلحة إسرائيل السيبرانية لسحق المعارضة المحلية.
عند استخدام برنامج التجسس بيغاسوس من شركة NSO بنجاح، يستطيع مشغل البرنامج أن يتحكم في جهاز الهاتف المحمول المستهدَف بصورةٍ كاملة، ويصل إلى كل رسائل البريد الإلكتروني، والمكالمات الهاتفية، والرسائل المشفرة على تطبيق سيغنال أو واتساب، والصور الفوتوغرافية.
يستطيع برنامج التجسس بيغاسوس كذلك تحويل الهاتف إلى جهاز استماع عن بُعد من خلال التحكم في الميكروفون الخاص بالجهاز. واحتوت قائمة الأشخاص الذين اكتشفت المنظمة تعرّضهم للاستهداف -واختراقهم بواسطة السلطات في بعض الحالات- 13 فرداً وافقوا على ذكر أسمائهم في التقرير.
هؤلاء استهدفهم برنامج التجسس بيغاسوس
تضم تلك الأسماء نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش آدم كوغل، والباحثة الكبيرة في الشأن الأردني والسوري بهيومن رايتس ووتش هبة زيادين، والمترجمة الأردنية ومؤسسة منظمة شابات منال كشت، والمحامي والناشط السياسي الأردني علاء الحياري، وغيرهم.
كما تعرض 16 صحفياً على الأقل للاستهداف بين عامي 2020 و2023، وبينهم صحفيتان تعرّضتا للاستهداف عدة مرات، وتعملان في مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد. والصحفيتان هما محررة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رنا صباغ، والمراسلة الاستقصائية لارا دعميس.
لكن منظمة Access Now، التي أكد معمل Citizen Lab من جامعة تورنتو على نتائجها، لم تنسب الهجمات إلى الحكومة الأردنية بشكلٍ قاطع.
مع ذلك، هناك شكوك واسعة النطاق بأن السلطات في الأردن تستخدم برنامج التجسس بيغاسوس ضد الأهداف المحلية منذ يناير/كانون الثاني عام 2022، عندما أكدت Access Now وشريكتها Front Line Defenders للمرة الأولى على اختراق المحامية الحقوقية هالة عاهد بواسطة برنامج التجسس في مارس/آذار 2021.
في أحدث تقاريرها، قالت Access Now إن هالة تعرضت للاستهداف مرةً أخرى بواسطة برنامج التجسس بيغاسوس في فبراير/شباط عام 2023، لكن المحاولة كانت فاشلة هذه المرة.
في ما ذكر موقع Axios الأمريكي من قبل أن شركة NSO دخلت مفاوضات لمنح الحكومة الأردنية رخصة استخدام منتجاتها بدايةً من أواخر 2020. ونقل الموقع عن مصدرين مطلعين أن أجهزة الاستخبارات الأردنية تراقب الجماعات الإرهابية، وكذلك نشطاء المعارضة الذين ينتقدون الملك عبد الله الثاني.
تضمنت الحالات الموثقة بواسطة Access Now وباحثين آخرين هجمات النقر الصفري، التي لا تحتاج من المستخدم الضغط على أي أزرار، وهجمات النقرة الواحدة التي يعتمد فيها مستخدمو بيغاسوس على إرسال الروابط الخبيثة خلال هجمات هندسة اجتماعية متطورة. وفي إحدى الحالات، تلقت إحدى الضحايا رسالةً من شخصٍ يزعم أنه صحفي ويطلب تعليقاً على قانون الإنترنت الجديد في الأردن.