ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 31 يناير/كانون الثاني 2024، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طلب من أكبر قادته في الجيش، الجنرال فاليري زالوجني، التنحي من منصبه، الإثنين 29 يناير/كانون الثاني، لكن الجنرال الذي يتمتع بشعبية كبيرة رفض طلب الرئيس، ما يثير تكهنات بأنه سيُقال من منصبه بدلاً من ذلك.
وفق الصحيفة نفسها، فإن التوترات بين المسؤولَين الأوكرانيَّين كانت تغلي منذ أسابيع، في خضم فشل حملة الهجوم المضاد في الصيف، لكن الإشارة إلى أن زالوجني قد يُجبَر على ترك منصبه شكلت صدمة لكثيرين.
خلافات شخصية
في حديثه مع الصحيفة البريطانية، قال أوليكسي جونشارينكو، النائب الأوكراني المعارض وأحد حلفاء زالوجني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، إنه علم أن "الرئيس طلب أمس من زالوجني الاستقالة لكنه رفض".
وألقى باللوم في هذا الصراع على الخلافات الشخصية، إذ أوضح جونشارينكو: "شخصياً، أعتقد أن هذه فكرة سيئة، ليست هناك قضايا جوهرية بينهما، لكن مكتب زيلينسكي كان قلقاً من أن يكون زالوجني يدلي بتصريحات سياسية وليست عسكرية".
وقد برزت التكهنات بأن زالوجني سيُجبَر على التنحي قريباً، على مواقع التواصل الاجتماعي عصر الإثنين. وبعد ساعتين، ردت وزارة الدفاع باقتضاب: "الصحفيون الأعزاء، نجيب فوراً على أي شخص: كلا، هذا ليس صحيحاً"، على افتراض أن كل شخص قرأ هذا الجواب المقتضب كان يعي تماماً ما يُشار إليه من تكهنات تتعلق بالإقالة.
أبرز المرشحين لخلافته
فيما لم يتضح ما إذا كان الموضوع سوف ينتهي عند هذا الحد. قال جونشارينكو إن زيلينسكي قد يطرد زالوجني ويستبدل به شخصاً آخر -وهي عملية تتطلب دعماً من وزير الدفاع- بعد تقييم رد الفعل الشعبي والدولي.
لعل أبرز الشخصيات المحتملة لهذا المنصب بدلاً من زالوجني هو كيريلو بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، المسؤول عن العمليات السرية ضد موسكو. وُصف بودانوف في وقت سابق، بأنه بديل وزير الدفاع الأوكراني السابق ألكسي يوريفيتش ريزنيكوف، في ملحمة إقالة مماثلة بدأت بسلسلة من التكهنات.
ولم يتضح كيف ستبدو الاستراتيجية العسكرية البديلة بالنظر إلى مواقع روسيا الراسخة على الجبهة، في حين أن أزمة أوكرانيا الأشد إلحاحاً لا تتمثل في المعركة، بل في إقناع الكونغرس بالموافقة على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 61 مليار دولار، ستضمن توافر إمدادات السلاح لدى أوكرانيا من الولايات المتحدة لعام أو أكثر.
صحيحٌ أن الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في يونيو/حزيران فشل في اختراق الخطوط الروسية في خضم الانتقادات بأن الهجوم كان منتشراً حول محاور كثيرة، لكن الخلاف الحقيقي بين الرئيس وكبير جنرالاته يبدو خلافاً سياسياً.
شخصية بارزة ومنافس لزيلينسكي
يعد الجنرال زالوجني أشهر شخصية في البلاد بخلاف الرئيس، وقد أزعجت مكانته مكتب زيلينسكي، لا سيما في ظل تفكير الرئيس في إجراء انتخابات جديدة، تعد معلقة بموجب الأحكام العرفية.
في مقابلة نادرة أجراها الجنرال زالوجني مع مجلة The Economist في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، أوضح أنه يعتقد أن الحرب بلغت مرحلة جمود، وطالب بمساعدة جديدة من الغرب، لكنه تراجع بعد أيام عن التقييم المتشائم.
يقول زيلينسكي في ذلك الوقت: "الكل يُرهق، بغض النظر عن مكانته، ولدينا آراء مختلفة، لكنها ليست حالة جمود"، مضيفاً أن مقاتلات إف 16 الغربية التي وصلت مؤخراً يمكن أن تؤدي برغم ذلك إلى تحقيق تقدم في عام 2024.
انتشرت كذلك التكهنات في وسائل الإعلام الأوكرانية منذ أشهر، بأن زالوجني قد يكون المنافس الوحيد القادر على منافسة زيلينسكي على منصب الرئيس إذا أُجريت انتخابات جديدة أثناء الحرب وأعلن الجنرال ترشحه.
صحيحٌ أن زالوجني لم يعلن قط أنه سيدخل مضمار السياسة، لكن المنشورات غير الرسمية على موقع فيسبوك التي عرضت صوره في صحبة زوجته، تُرجمت في مكتب الرئيس على أنها إشارة تدل على نيته ابترشح.