أعلنت جماعة كتائب حزب الله العراقية المسلحة في بيان الثلاثاء، 30 يناير/كانون الثاني 2024 تعليق عملياتها العسكرية والأمنية ضد القوات الأمريكية، وقالت إن القرار يهدف لمنع "أي إحراج للحكومة العراقية". وذكرت في بيان: "نوصي عناصرنا بالدفاع السلبي مؤقتاً"، في حالة تعرضهم لأي هجوم أمريكي.
وقال حزب الله العراقي في بيان، إن "كتائب حزب الله اتخذت قرارها بدعم أهلنا المظلومين في غزة الصمود بإرادتها، ودون أي تدخل من الآخرين، بل إن إخوتنا في المحور، لا سيما في الجمهورية الإسلامية لا يعلمون كيفية عملنا الجهادي، وكثيراً ما كانوا يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا، والتزاماً منا بأداء تكليفنا الإنساني والعقائدي، فقد عملنا بحكمة وتدبّر ومراعاة الموازين الشرعية والأخلاقية بشكل دقيق في أشد الظروف وأقساها".
وكانت واشنطن قد قالت إن بصمات الجماعة على الهجوم الذي أودى بحياة 3 جنود يفي موقع عسكري على الحدود الأردنية.
حيث أفادت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بأن الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية أمريكية في الأردن "البرج 22" وتسبب بمقتل ثلاثة جنود وإصابة أكثر من 40 آخرين، يحمل بصمات "كتائب حزب الله" العراقية، المنضوية في فصائل "المقاومة الإسلامية" ملوحة بالردّ "في الزمان والمكان" المناسبين، فيما يواصل مسؤولون عراقيون دعواتهم لتهدئة إقليمية؛ بُغية إتمام الحوار الجاري بين واشنطن وبغداد المتعلق بمصير قوات التحالف الدولي.
أمريكا تحمّل إيران مسؤولية قتل جنودها بالأردن
قالت نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، سابرينا سينغ، في مؤتمر صحفي، إن "قرار الرد على الهجوم ضد القوات الأمريكية سيتخذه الرئيس وهو يتشاور مع فريقه الأمني بشكل مستمر"، محمّلة إيران "مسؤولية الهجمات؛ لأنها تمول وتدعم الجماعات التي تعمل في العراق وسوريا وتقوم بمهاجمة قواتنا".
وأضافت: "نحن لا نسعى إلى صراع، ولكن سنرد على استهداف قواتنا وسفننا والسفن التجارية، ولا نريد أن نرى حرباً إقليمية". مشيرة إلى أن بلادها "لن تتسامح مع الهجمات المستمرة على القوات الأمريكية وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن قواتنا في المقدمة، وسنفعل ذلك في الوقت والمكان اللذين نختارهما".
ولفتت إلى أن القوات الأمريكية تعرضت منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لـ"165 هجوماً، منها 98 في سوريا و66 في العراق وهجوم واحد أخير في الأردن". مبينة أن "دفاعاتنا نجحت بشكل كبير في التصدي للهجمات المتكررة التي تعرضت لها قواتنا وفي أغلب الأحيان كانت هناك بعض الإصابات والأضرار الطفيفة".
نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، استدركت بالقول: "ما زلنا نقيّم ما حدث وكيف تمكنت المسيرة من اختراق القاعدة العسكرية". منوهة إلى "ارتفاع عدد العسكريين الأمريكيين المصابين في الهجوم إلى أكثر من 40 شخصاً".
وزادت: "نركز على العمل مع شركائنا العراقيين فيما يتعلق بكيفية الرد على الهجوم، ولا نزال ملتزمين بعمل اللجنة العسكرية العليا".
في حين قال منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية، جون كيربي إن واشنطن تسعى إلى "الرد بشكل مناسب" على الهجوم على القوات الأمريكية في الأردن.
وأسفرت غارة بطائرة بدون طيار، يوم الأحد، عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين على الأقل وإصابة 40 آخرين في قاعدة عسكرية أمريكية في شمال شرق الأردن، بالقرب من الحدود السورية. وأضاف كيربي خلال مؤتمر صحافي: "سنفعل بالتأكيد ما هو مطلوب لحماية أنفسنا ومواصلة تلك المهمة والرد بشكل مناسب على هذه الهجمات".
العراق تستنكر هجوم الأردن
في سياق موازٍ، فقد سبق أن استنكرت الحكومة العراقية الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن ووصفته بأنه جزء من تصعيد يهدد الاستقرار الإقليمي، وحثَّت على إنهاء "دوامة العنف".
واتهمت الولايات المتحدة جماعات مدعومة من إيران في سوريا والعراق بتنفيذ الهجوم، وهو أول هجوم يتسبب في سقوط قتلى في صفوف القوات الأمريكية منذ اندلاع الحرب في غزة والتي أثارت أعمال عنف في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال باسم العوادي المتحدث باسم الحكومة العراقية في بيان: "تستنكر الحكومة العراقية التصعيد المستمر، وخصوصاً الهجوم الأخير الذي وقع على الحدود السوریة – الأردنية، كما تتابع بقلق بالغ التطورات الأمنية الخطيرة في المنطقة".
وتشن الجماعات المتحالفة مع إيران هجمات ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية في لبنان واليمن والعراق وسوريا، منذ أن بدأ النزاع بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، وهي مظلة لجماعات مسلحة مدعومة من إيران، أمس الأحد مسؤوليتها عن هجمات على ثلاث قواعد بما في ذلك قاعدة على الحدود الأردنية السورية.
مهاجمة القوات الأمريكية
يقول مسؤولون غربيون وعراقيون إن الحكومة العراقية مدعومة من أحزاب وفصائل قريبة من إيران، لكن ليس بشكل مباشر من الجماعات المتشددة التي تهاجم القوات الأمريكية. ونددت بغداد بالهجمات وقالت أيضاً إن التصعيد الإقليمي سيستمر طالما استمرت الحرب في غزة.
ووقع الهجوم غداة بدء العراق والولايات المتحدة محادثات بشأن إنهاء التحالف العسكري الدولي الذي تقوده واشنطن والذي انتشر في العراق قبل عشر سنوات في إطار الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت فصائل عراقية متحالفة مع إيران إنها ستواصل الهجمات على القوات الأمريكية، رغم المحادثات التي من المتوقع أن تستغرق شهوراً أو سنوات مع عدم وضوح نتائجها.
يذكر أن كتائب حزب الله ميليشيا مسلحة موالية لطهران تنشط في العراق وسوريا. ورغم أنها تأسست رسمياً في أبريل/نيسان 2007، فإن قادتها شاركوا منذ الثمانينيات في أنشطة إرهابية بدعم من إيران، وفق تقرير لموقع "صوت أمريكا".
وبعد الغزو الأمريكي في 2003، توسع نشاط هؤلاء، ومنهم أبو مهدي المهندس مؤسس المجموعة الذي قتل في غارة أمريكية في العراق في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب في 2020.
و"كتائب حزب الله" جزء من قوات الحشد الشعبي العراقية التي تضم ميليشيات عدة تشكل معظمها في عام 2014 للرد على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بعد انهيار الجيش العراقي في عام العام ذاته وتحت قيادة المهندس، أنشأت "كتائب حزب الله" شبكات تهريب لنقل الأسلحة والمعدات الإيرانية لاستخدامها إلى العراق وسوريا، وفق التقرير.