ذكرت صحيفة Ynet الإسرائيلية، في تقرير لها الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني 2024، أن مؤتمر "العودة إلى غزة" الذي انعقد الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024 في القدس المحتلة والذي أثار جدلاً كبيراً وإدانات من العالم، "لم يكن سوى اللقطة الافتتاحية لمجموعة من الإجراءات التي يخطط لها المستوطنون خلال الأشهر المقبلة"، والتي ترتكز على 3 محاور أساسية تتمثل في الحشد السياسي وعلى مستوى الرأي العام، إلى جانب المستوطنين أنفسهم.
وأورد الصحيفة الإسرائيلية أن دانييلا فايس وفريقها في حركة "نحالا"، مع رئيس مجلس السامرة يوسي داغان وفريقه، على وضع خطة لاستيطان قطاع غزة، وتزعم أن هذه الخطة تُنفذ على عدة محاور في نفس الوقت.
المحور السياسي
قبل المؤتمر، زارت دانييلا فايس بنفسها الكنيست لمدة ثلاثة أيام متتالية والتقت بوزراء وأعضاء في الكنيست.
كما جلست مع كل من كان على استعداد للاستماع، وعرضت الخيارات أمامهم، وقبل كل شيء أوضحت لهم أن البديل خطير، وتتبنى حركة نحالا فكرة أن أي شيء ليس مستوطنة إسرائيلية سيشكل خطراً على إسرائيل.
ويعمل معها يوسي داغان، رئيس مجلس مستوطنة السامرة، الذي يعتبر شخصية قوية جداً في حزب الليكود.
تعتزم فايس وداغان غرس فكرة استيطان قطاع غزة في نفوس المسؤولين المنتخبين، حتى يتمكنوا لاحقاً من الترويج لقوانين تساعد في إقامة المستوطنات، مثل إلغاء قانون الانفصال.
وينقل داغان وفايس ومتحدثون آخرون يجيدون اللغة الإنجليزية رسائل إلى الخارج أيضاً. وفي المؤتمر الذي عقد الأحد، حضر عدد كبير من وسائل الإعلام الأجنبية، وأجرت وسائل إعلام أمريكية مقابلات مع داغان نفسه.
الرأي العام
حتى قبل أن تنتهي الحرب، يعمل أعضاء حركة نحالا على تطبيع واقع المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة أمام الجمهور الإسرائيلي.
وبينما يتحدث داغان عن الاستيطان في شمال القطاع فقط، تؤكد فايس ضرورة الاستيطان في القطاع بأكمله.
وهي لا ترغب في "جلب" المستوطنين من يهودا والسامرة فقط، وإنما من جميع أنحاء إسرائيل، مع التركيز على سكان الجنوب.
لهذا الغرض، وحتى قبل انعقاد المؤتمر في القدس، عُقدت مؤتمرات في مستوطنات أسدود وسديروت وجفعات واشنطن.
عائلات جاهزة
يعتبرهم قادة الاستيطان نواة الاستيطان لأنهم ينقلون الرؤية من السلطة إلى التنفيذ، ومن الضروري أن يكونوا جاهزين ليوم التنفيذ، وفي غضون ساعات قليلة يصلون بالمعدات ويستقرون في نقاط الاستيطان.
تلك العائلات المستعدة لتلبية نداء "العودة إلى قطاع غزة"، تجري بالفعل مناقشات حية فيما بينها، وتوزع المعدات وتعد كل ما هو مطلوب.
في المستقبل، يخطط أعضاء نحالا المتطرفة لتجهيز عائلات للاستيطان طويلاً في غلاف غزة، حتى يكونوا مستعدين لـ"قفزة" سريعة إلى نقاط الاستيطان.
وزراء يشاركون في مؤتمر الاستيطان
عقب يومين من قرار محكمة العدل الدولية بضرورة اتخاذ إسرائيل تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية في قطاع غزة، جدَّد وزراء بحكومة بنيامين نتنياهو دعوتهم إلى احتلال القطاع والاستيطان فيه وتشجيع سكانه على الهجرة، وذلك خلال مشاركتهم في مؤتمر "انتصار إسرائيل – الاستيطان يجلب الأمن: العودة إلى قطاع غزة وشمال الضفة" الذي عقد مساء الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024 بالقدس المحتلة.
ونظم المؤتمر حركة "نحالا" المحسوبة على حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف برئاسة إيتمار بن غفير، رداً على أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
وذكرت الصحيفة أن 12 وزيراً من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى جانب وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش وكلاهما يرأس حزباً يمينياً متطرفاً في الائتلاف الحاكم، حضروا المؤتمر.
وردد النشطاء اليمينيون المشاركون في المؤتمر وعددهم بلغ نحو ألف شخص هتافات تدعو إلى الترانسفير (الترحيل) من غزة.
وقال وزير السياحية من حزب "الليكود" حاييم كاتس: "اليوم، بعد 18 عاماً (من فك الارتباط عن غزة)، لدينا الفرصة لإعادة بناء وتوسيع أرض إسرائيل. هذه هي فرصتنا الأخيرة"، حسبما نقلت عنه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
أما وزير الأمن القومي وزعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، فقال: "إذا كنا لا نريد 7 أكتوبر/تشرين الأول آخر، فعلينا العودة إلى ديارنا والسيطرة على (غزة)، نحتاج إلى إيجاد طريقة قانونية للهجرة الطوعية ".
وأضاف بن غفير: "أتوجه إليك يا رئيس الوزراء نتنياهو: هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ قرارات شجاعة".
من جانبه، قال وزير المالية وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش إن "الأطفال اليهود الذين أُجبروا على الخروج من غزة عندما انفصلت إسرائيل عن القطاع في عام 2005 يجب أن يعودوا كمستوطنين".
وأضاف: "نحن ننهض، لدينا أمة من الأسود يعودون إلى هناك (غزة) كجنود. ويجب التأكد من عودتهم إلى هناك كمستوطنين لحماية شعب إسرائيل".
وتابع: "بدون استيطان لا يوجد أمن. وبدون أمن على حدود إسرائيل، لن يكون هناك أمن في أي جزء من إسرائيل".
وعن المؤتمر، قال موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري إن 12 وزيراً و15 نائباً شاركوا فيه.