رأى المحلل الإسرائيلي عاموس هارئيل، في مقال تحليلي نُشر بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني 2024، أن صبر الإدارة الأمريكية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدأ ينفد، لرفضه كل المبادرات المطروحة في مفاوضات الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى، التي تجري بوساطة قطرية ورعاية مصرية بالتعاون مع واشنطن.
وأضاف هارئيل أن "استمرار نتنياهو في التهرب من أي شيء يُقدِّم ولو لمحة عن أفق دبلوماسي، من شأنه أن يزيد الاحتكاك مع الإدارة في واشنطن، ومن الواضح أن صبرها ينفد".
وذكر أن من بين الأمور التي يتهرب منها نتنياهو: "اتفاقاً بشأن مستقبل غزة، والاعتراف ولو ضمنياً برؤية الدولتين، وصفقة الرهائن (الأسرى الإسرائيليين في غزة)"، وتابع هارئيل: "الأحد، نفى البيت الأبيض تقرير شبكة إن بي سي نيوز (NBC News)، الذي أفاد بأنه قرر إبطاء شحنات الأسلحة إلى إسرائيل".
وعلّق على ذلك قائلاً في الواقع لقد حدث العكس، ففي الأسبوع الماضي، توصّل وفد برئاسة المدير العام لوزارة الدفاع إيال زمير، إلى اتفاقات مع إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، بشأن تسريع عمليات تسليم الأسلحة، واستدرك: "ولكن كان لدى الأمريكيين أسئلة صعبة لزمير وفريقه، عن الطريقة التي يُدار بها القتال في غزة، وبمرور الوقت إذا استمر نتنياهو في رفضه الدبلوماسي فسيصبح من الصعب ضمان الدعم العسكري الأمريكي".
موقف نتنياهو يُقلق واشنطن
كان نتنياهو أعلن في الأسابيع الأخيرة، أكثر من مرة، رفضَهُ قيام دولة فلسطينية، وأصرَّ على سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على غزة مدة طويلة، وهو ما يتعارض مع المواقف الأمريكية المتكررة في هذا الشأن، التي أكدت رفض احتلال القطاع أو الاستيطان فيه أو الاقتطاع منه.
فيما يواصل نتنياهو الانصياع لرغبات وزيرَي الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين يطالبان بالسيطرة على غزة وإقامة مستوطنات فيها، ويعارضان صفقة تبادل تؤدي إلى إطلاق سراح أسرى من السجون الإسرائيلية، ووقف الحرب على القطاع.
يأتي ذلك وسط حركة دبلوماسية ومفاوضات ترعاها مصر بالتعاون مع الولايات المتحدة وقطر، لتحقيق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وخلفت الحرب على غزة، حتى الإثنين "26 ألفاً و637 شهيداً و65 ألفاً و387 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.