تداول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024، مقطع فيديو يظهر لحظة بكاء شاب من قطاع غزة فرحاً؛ بعد توصله لكيس دقيق، في وقت أصبح فيه الحصول على المواد الغذائية مهمة صعبةجداً داخل القطاع.
وأظهرت المقاطع المؤثرة الشاب الفلسطيني وهو يبكي بعد حصوله على كيس الدقيق، في مشهد يعكس الصعوبة الكبيرة التي بات يلقاها سكان القطاع في الوصول إلى أبسط المواد الغذائية.
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فإن ما يصل إلى القطاع من مساعدات إغاثية لا يلبي 7-8% من احتياجات السكان.
منذ بداية الحرب، نزح حوالي مليون ونصف من الفلسطينيين من المحافظات الخمس، وتوزعوا في مساحة تقدر بنحو 20% فقط من مساحة قطاع غزة (حوالي 60 كيلو متراً)، بحسب آخر بيانات اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع، استقبلت وحدها ما يزيد عن مليون نازح منذ بداية الحرب، ما رفع عدد سكانها إلى مليون و300 ألف نسمة، بحسب تصريح سابق لرئيس بلدية رفح أحمد الصوفي.
ويعيش النازحون أوضاعاً معيشية وصحية متردية للغاية، وسط تخوفات مؤسسات حقوقية ودولية من انتشار كبير للأمراض والأوبئة في أوساطهم -والتي بدأت بالفعل- جراء نقص الأغذية، وقلة مستويات النظافة.
الجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2024، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، من أن نحو 600 ألف مواطن شمال قطاع غزة يواجهون الموت نتيجة "المجاعة وانتشار الأمراض والقصف الإسرائيلي".
متحدث الوزارة، أشرف القدرة، قال في بيان مقتضب، إن "نحو 600 ألف مواطن شمال غزة يتعرضون للموت نتيجة المجاعة وانتشار الأمراض والقصف الإسرائيلي".
وكانت الأمم المتحدة حذرت من أن 2.3 مليون شخص في قطاع غزة، الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة، معرّضون لخطر المجاعة.
وفي حين تسمح إسرائيل بدخول عدد قليل من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتي تتوزع بشكل رئيسي في المناطق الجنوبية، تظل مناطق شمال غزة محرومة بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق.
والخميس 25 يناير/كانون الثاني 2024، قال متحدث منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، إن الوضع "كارثي"، وإن الجوع يفتك بالناس في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، وإن الأطفال هم الأكثر عرضةً لخطر الإصابة بالأمراض.
وفي تصريح له، أوضح ليندماير، أن الوضع في غزة "كارثي"، وأن غالبية السكان يواجهون الجوع وسوء التغذية، وبالتالي فهم معرضون بسهولة لجميع الأمراض.
وأضاف أن المرضى في المستشفيات وغرف العمليات يستجدون الماء والطعام، وأن هناك أشخاصاً في مراكز الإيواء لا يعرفون كيف يمضون يومهم بسبب غياب الغذاء.
وحتى الأحد، قتل الجيش الإسرائيلي في غزة 26 ألفاً و422 فلسطينياً، وأصاب 65 ألفاً و87، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، كما تسبب بدمار هائل وكارثة إنسانية ضخمة ونقص حاد في الغذاء والماء والدواء، مع نزوح نحو 1.9 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.