أظهر استطلاع للرأي، نُشِر الأربعاء 24 يناير/كانون الثاني 2024، أنَّ أكثر من واحد من كل ثلاثة أمريكيين يعتقد أنَّ إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، بحسب ما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية.
ووفقاً للاستطلاع، الذي أجرته مجلة The Economist وشركة YouGov، تعتقد أعداد متساوية تقريباً من البالغين أنَّ الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 25 ألف شخص منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية؛ حيث 35% يرون ذلك، و36% يعارضون، بينما 29% لم يقرروا بعد.
انقسامات بين الأمريكيين الشباب
وتبرز الانقسامات بين الأمريكيين الشباب عن غيرهم من الفئات، وبين التوجهات السياسية المختلفة، إذ ما يقرب من نصف الذين شملهم الاستطلاع، والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، أي 49%، يقولون إنَّ إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، بينما 24% لا يوافقون على ذلك، و27% غير متأكدين.
والأرقام متشابهة إلى حد كبير بالنسبة للناخبين الديمقراطيين المُسجَّلين، إذ يرى 49% منهم ممن شارك في الاستطلاع أنَّ إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، في حين أنَّ 30% لم يقرروا بعد.
أما الجمهوريون فهم أكثر تأييداً لتصرفات إسرائيل، إذ قال 57% من المشاركين في الاستطلاع إنه لا توجد إبادة جماعية، بينما قال 18% فقط إنه توجد إبادة جماعية، وربعهم بالضبط غير متأكد.
مقياس مهم للمشاعر الدولية
ويأتي الاقتراع، الذي أُجرِي في الفترة ما بين 21 و23 يناير/كانون الثاني الحالي، في الوقت الذي تستعد فيه محكمة العدل الدولية في لاهاي لإصدار حكم مؤقت، الجمعة 26 يناير/كانون الثاني، بشأن قضية الإبادة الجماعية المُقدَّمة من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، ودعوى قضائية منفصلة ضد إدارة جو بايدن بتهمة "الفشل في منع الإبادة الجماعية".
ويُنظَر إلى قضية محكمة العدل الدولية، التي أُقيمَت جلسات الاستماع فيها على مدار يومين في وقت سابق من هذا الشهر، على أنها مقياس مهم للمشاعر الدولية تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأعلنت جنوب أفريقيا أنَّ أكثر من 50 دولة أيدت تأكيدها بأنَّ إسرائيل أظهرت نية "قاطعة وتقشعر لها الأبدان" على ارتكاب إبادة جماعية في غزة، خلال ردها العسكري على عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت المحامية الجنوب أفريقية عادلة هاشم: "تستفيد هذه المحكمة من الأدلة التي جمعناها خلال الأسابيع الـ13 الماضية، التي تظهر بما لا يقبل الجدل، وجود نمط من السلوك ونية متصلة تبرر صدق الادعاء بارتكاب أعمال إبادة جماعية".
تأثير أمريكي "رادع"
في هذه الأثناء، من المقرر عقد جلسة استماع أولى، الجمعة 26 يناير/كانون الثاني، في دعوى قضائية فيدرالية في الولايات المتحدة رفعها مركز الحقوق الدستورية، ويتهم فيها إدارة بايدن بالفشل في أداء واجباتها بموجب القانونين الأمريكي والدولي لمنع إسرائيل من قتل المدنيين في غزة.
وجاء في الشكوى أنَّ "الولايات المتحدة لديها الوسائل المتاحة ليكون لها تأثير رادع على المسؤولين الإسرائيليين الذين يتابعون الآن أعمال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة".
وترفض الولايات المتحدة رفضاً قاطعاً الادعاء بأنَّ إسرائيل تنتهك اتفاقية الأمم المتحدة بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، في حين تسعى جنوب أفريقيا إلى الحصول على حكم من قضاة محكمة العدل الدولية بوقف فوري لإطلاق النار أو وقف العدوان الإسرائيلي.
وتطلب الدعوى القضائية التي رفعها مركز الحقوق الدستورية في كاليفورنيا، نيابةً عن عدة مجموعات فلسطينية، من المحكمة، منع الولايات المتحدة من تقديم الأسلحة والأموال والدعم الدبلوماسي لإسرائيل.