كشف تحقيق للمخابرات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أن تقارير الوفيات التي تعلنها وزارة الصحة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة موثوقة، وهو ما يتناقض مع تشكيك المسؤولين بإسرائيل وأمريكا بشأن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة.
موقع Mekomit الإسرائيلي قال في تقرير له الأربعاء 24 يناير/كانون الثاني 20224، إن منظومة المخابرات العسكرية الإسرائيلية تعتمد بشكلٍ شبه حصري، على بيانات وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في غزة، وذلك من أجل تقييم عدد المدنيين الذين قتلهم الجيش في القطاع منذ بداية الحرب.
الموقع نقل عن مصدرين في الاستخبارات الإسرائيلية، أن التحقيق الشامل أُجري أثناء الحرب، وتضمّن عمليات سرية كشفت أن الأرقام المنشورة بواسطة وزارة الصحة في غزة "يُمكن الاعتماد عليها تماماً" لتقدير أعداد المدنيين القتلى، سواءً في العملية الجارية أو العمليات السابقة.
كما زعم المصدران أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ليس لديه مصدر موثوق خاص يعتمد عليه في ما يتعلق بأعداد المدنيين الذين يقتلهم. ويأتي هذا في ضوء حقيقة أن الجيش الاحتلال لا يُجري أي فحص لعدد المدنيين الذين قُتلوا في كل عمليةٍ من مئات العمليات التي استهدفت منازل عناصر حماس الصغار، عكس الإجراء الذي كان متبعاً في الماضي.
وقد وضع أحد المصدرين علامات على مئات الأهداف المخصصة للهجوم من البيوت الشخصية التي يُزعم أن عناصر حماس كانوا بداخلها. وأوضح ذلك المصدر: "أنت لا تعرف عدد الذين قتلتهم تحديداً، ولا تعرف من قتلت".
كان لديه قبل كل هجوم تقدير عام لعدد المدنيين الذين من المحتمل أن يسقطوا فيه، لكن المصدر لم يستطع تحديد عدد المدنيين الذين قتلهم فعلياً في الهجمات التي أمر بها، وذلك لعدم وجود إجراءات فحص.
اقرأ أيضاً
جيش الاحتلال الإسرائيلي يثق بوزارة الصحة
لهذا السبب، قال المصدر إنه "يثق بوزارة الصحة بغزة أكثر من الجيش الإسرائيلي، لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي ليس لديه وصول مباشر إلى المعلومات المتعلقة بأعداد المدنيين الذين قتلهم. وليست وزارة الصحة في غزة دقيقة دائماً، لكن هذا هو أفضل المتاح".
بينما تحدث الموقع الإسرائيلي إلى مصدر استخباراتي إسرائيلي ثانٍ من المطلعين على البيانات التي يستخدمها الجيش في تقديراته بشأن الحرب في غزة. وصرّح المصدر بأن أحد الكيانات البحثية التابعة للجيش أجرت تحقيقاً متعمقاً حول موثوقية أعداد وزارة الصحة في غزة خلال الحرب، وتوصّلت إلى قرار بالاعتماد عليها.
فيما زعم المصدر أن أرقام وزارة الصحة في غزة تُعرض الآن خلال اجتماعات وجلسات إحاطة الجيش بصفةٍ دورية، بعد أن كشف التحقيق كونها "موثوقة".
كما ذكر المصدر الإسرائيلي أن التحقيق تضمن مراقبة كبار مسؤولي وزارة الصحة في غزة، وذلك من أجل "تكوين فهم أفضل حول ما إذا كانت هناك أشياء لا يبلغون عنها علناً… وكشف ذلك التحقيق أنهم محل ثقة في سياق التقارير حول الضحايا".
ذكر المصدر أيضاً، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يثق بأرقام وزارة الصحة بغزة، كما يقر بأنها "أقل من الحقيقة"، وأن العدد الحقيقي للمدنيين المقتولين في غزة أكبر مما يرد في التقارير.
إذ تبني وزارة الصحة في غزة بياناتها على إحصاءات المستشفيات. بينما تشير تقديرات المصدر إلى مقتل أكثر من 8000 شخصٍ لم تصل جثثهم إلى المستشفيات حتى الآن.