أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين 22 يناير/كانون الثاني 2024، عن مقتل ثلاثة ضباط إسرائيليين وإصابة 3 جنود بجروح خطيرة، في معارك جنوب قطاع غزة في الوقت نفسه أعلنت "شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال"، عن انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، للمرة العاشرة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي أسماء ورتب الضباط الذين قُتلوا، وهم: الرائد دافيد ناتي الفاسي (27 عاماً)، من بئر السبع، الرقيب الثاني في الكتيبة 202، لواء المظليين. والرائد إيلي ليفي (24 عاماً)، من تل أبيب، قائد سرية في الكتيبة 202، لواء المظليين، والنقيب إيال ميفوراخ تويتو (22 عاماً)، من بيت غمليئيل، قائد فصيلة في الكتيبة 202، لواء المظليين.
إصابات في جيش الاحتلال بغزة
أشار جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أنه في المعركة التي قُتل فيها الضباط، أصيب جندي آخر من الكتيبة 202 من لواء المظليين بجروح خطيرة، كما أصيب جنديان من كتيبة الهندسة 603 تشكيل "سار مجولان" (7) بإصابات خطيرة في معركة جنوب قطاع غزة.
في سياق متصل أعلنت "شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال"، الإثنين، عن انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، للمرة العاشرة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكرت الشركة في بيان: "نأسف للإعلان عن انقطاع خدمات الاتصالات مع قطاع غزة للمرة العاشرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بسبب استمرار العدوان وتصاعده على مختلف مناطق القطاع الحبيب".
وفي المرات التسع الماضية، كانت خدمات الاتصال تنقطع عن غزة في فترات تتراوح من عدة ساعات إلى خمسة أيام، وهي أطول فترة قطع تم تسجيلها في 12 يناير/كانون الثاني الجاري.
وشركة الاتصالات الفلسطينية، أكبر مزود لخدمات الاتصالات الخلوية والإنترنت في قطاع غزة، والمقدم الحصري لخدمات الاتصالات الثابتة هناك.
ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ناشد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني إسحاق سدر، مصر تفعيل خدمة التجوال، وتشغيل محطات الاتصالات القريبة من حدود غزة.
توغل إسرائيلي في خان يونس
في حين قال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية التي توغلت في عمق غرب خان يونس، في أعنف قتال تشهده غزة هذا العام حتى الآن، اقتحمت مستشفى وفرضت حصاراً على آخر يوم الإثنين، ما أدى إلى حرمان الجرحى من الرعاية الطبية.
وتقدمت القوات للمرة الأولى في منطقة المواصي القريبة من ساحل البحر المتوسط، غربي مدينة خان يونس في جنوبي قطاع غزة. وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، لـ"رويترز"، إن القوات اقتحمت مستشفى الخير واعتقلت الطاقم الطبي.
ولم ترد أنباء على الفور من إسرائيل عن الوضع في المستشفى. ولم يقدم مكتب المتحدث باسم الجيش تعليقاً.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه فقد الاتصال بموظفيه في مستشفى الأمل التابع له في خان يونس، القاعدة الرئيسية لوكالة الإنقاذ، حيث تتوقف الدبابات الإسرائيلية بالخارج.
وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة إن 50 شخصاً على الأقل قتلوا خلال الليل في خان يونس، في حين أن حصار المنشآت الطبية يعني أن عشرات القتلى والجرحى أصبحوا بعيدين عن متناول رجال الإنقاذ.
وأضاف: "الاحتلال الإسرائيلي يمنع تحرك سيارات الإسعاف لانتشال الشهداء والجرحى غرب خان يونس".
وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يعملون من داخل المستشفيات وما حولها وهو ما تنفيه حماس والطاقم الطبي.
وقال سكان إن القصف الجوي والبري والبحري كان الأكثر كثافة بجنوب غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول، مع توغل الدبابات الإسرائيلية عبر المدينة من الشرق إلى المناطق الغربية القريبة من ساحل البحر المتوسط.
إطلاق نار وتصاعد أعمدة دخان
أظهرت مقاطع مصورة التُقطت من بعيد، مدنيين متفرقين يتجولون في منطقة مهجورة لكنها مزدحمة بخيام وملابس معلقة على حبال، بينما تدوي أصوات إطلاق النار وتتصاعد أعمدة دخان في السماء.
وشنت إسرائيل هجوماً قبل أيام، للسيطرة على مدينة خان يونس التي تقول إنها المقر الرئيسي لمقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الضالعين في هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، على جنوب إسرائيل والتي أسفرت عن مقتل 1200 شخص، وفقاً للإحصائيات الإسرائيلية.
ويوجد غالبية سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة، الآن في دير البلح شمالي خان يونس ورفح جنوبي خان يونس. ويتكدس غالبية الفارين في مبان عامة ومخيمات واسعة مبنية من الخيام المصنوعة من أغطية بلاستيكية فوق دعامات من الخشب.
اكتظاظ المستشفيات بالمصابين
في مستشفى ناصر، المستشفى الرئيسي الوحيد الذي ما زال من الممكن الوصول إليه في خان يونس وهو الأكبر الذي لا يزال يعمل في غزة، قال شهود إن قسم الحالات المستعجلة مكتظ بالجرحى الذين يعالجون على الأرض وفي الممرات. وبكى أقارب كانوا يحيطون بأطفال صغار حيث يُعالج بضعة منهم على سرير واحد.
وحفر رجال قبوراً داخل أراضي المستشفى، لأنه لم يعد من الآمن الخروج إلى المقبرة. وقالت السلطات إن 40 شخصاً دفنوا في أرض المستشفى. ووضع رجل جثة طفل صغير ملفوفة داخل كفن أبيض في حفرة قليلة العمق في الرمال.
وقال عبد الكريم أحمد، أحد المشاركين في مراسم الدفن: "حالياً بيتم دفن الشهداء في مجمع ناصر ،الأراضي هنا، لأنه من الصعب جداً أنك تخرج بره المجمع… وأي (شخص) بيتحرك خارج المجمع بيتم استهدافه". وأضاف: "الليلة طبعاً عايشنا ليلة مرعبة جداً لا يكاد يتوقف فيها القصف دقيقة واحدة، الأبنية تهتز بنا".
لم يشر جيش الاحتلال الإسرائيلي في تحديثه الصباحي عن القتال، إلى المعركة الضخمة في خان يونس، مقدماً فقط تفاصيل عن القتال في مناطق أخرى بشمال وجنوب قطاع غزة.
ويعد اقتحام الأجزاء الغربية من خان يونس آخر مرحلة في معركة وصفها المسؤولون الإسرائيليون بأنها آخر هجوم بري واسع النطاق قبل أن يتحولوا إلى عمليات أقل كثافة وأكثر استهدافاً للقضاء على حماس.
وتقول إسرائيل إنها لن تتوقف عن القتال حتى يتم القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالكامل، وتتهم الحركة باستخدام المدنيين كغطاء، وهو ما تنفيه حماس. لكن الفلسطينيين والعديد من الخبراء العسكريين الغربيين يقولون إن هذا الهدف قد يكون غير قابل للتحقيق، بسبب هيكل حماس المنتشر والمتجذر في غزة، التي تديرها الحركة منذ عام 2007.
اتفاق لإطلاق سراح الأسرى
يؤيد الإسرائيليون الحرب بأغلبية ساحقة، لكن عدداً متزايداً وصريحاً بقيادة أقارب الرهائن المتبقين يقولون إن على الحكومة أن تفعل المزيد للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم، حتى لو كان ذلك يعني كبح جماح عملياتها العسكرية.
واقتحم نحو 20 من أقارب الرهائن جلسة للجنة برلمانية في القدس، الإثنين، مطالبين المشرعين ببذل جهد أكبر لمحاولة تحرير ذويهم.
ورفعت امرأة صوراً لثلاثة من أفراد الأسرة المحتجزين في غزة: "واحد فقط أود أن يعود حياً، واحد من ثلاثة!" بكت بعد أن دخلت في مناقشة اللجنة المالية بالكنيست.
من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمجموعة من أقارب الرهائن الإسرائيليين، إنه لا صحة للتقارير التي تحدثت عن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم ضمن وقف لإطلاق النار.
ونقل مكتب نتنياهو عنه قوله للمجموعة: "لا يوجد اقتراح حقيقي من حماس. هذا غير صحيح. أقول هذا بكل وضوح قدر استطاعتي، لأن هناك الكثير من التصريحات غير الصحيحة التي تؤلمكم بالتأكيد".
في المقابل قال سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لـ"حماس" في الخارج، لـ"رويترز"، إن حماس منفتحة على "كل المبادرات والمقترحات، لكن أي اتفاق يجب أن يرتكز على إنهاء العدوان والانسحاب الكامل للاحتلال" من غزة.