قال ربان سفينة حربية فرنسية، الأحد 21 يناير/كانون الثاني 2024، إن نحو ألف شخص من قطاع غزة يتلقون العلاج في مستشفى ميداني على متن السفينة الراسية قبالة ساحل مصر، مما يوفر الرعاية للبعض، في ظل انهيار البنية التحتية الصحية في القطاع المدمر بسبب الحرب.
ورست حاملة الطائرات الهليكوبتر الفرنسية (ديكسمود) في ميناء العريش بمصر على بُعد 50 كيلومتراً غربي قطاع غزة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وهي مجهزة بأجنحة وغرف عمليات و70 طاقماً طبياً.
علاج فلسطينيين على متن سفينة فرنسية
قال الربان ألكسندر بلوينس، إن قرابة 120 مصاباً نُقلوا إلى المستشفى المقام على متن السفينة، بينما تلقى مئات آخرون استشارات في العيادات الخارجية شملت متابعة الإصابات والمشكلات النفسية. ووصف هذا التحرك بأنه "مهمة غير مسبوقة".
وتشن إسرائيل حرباً شاملة للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة، بعدما تسلل مقاتلون من الحركة إلى جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فقتلوا 1200 شخص، واحتجزوا 253 رهينة. وقُتل أكثر من 25 ألف فلسطيني في الحرب.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن سكان غزة يجدون صعوبة في تلقي الرعاية الطبية في ظل إصابة عشرات الآلاف وخروج معظم مستشفيات القطاع البالغ عددها 36 عن الخدمة، فيما تعمل تلك التي لا تزال تقدم الخدمات الصحية بما يفوق طاقتها بكثير.
إسرائيل تقتحم مستشفيات غزة
تستهدف إسرائيل أكبر المستشفيات التي لا تزال تعمل، قائلة إن مقاتلي حماس يعملون فيها، وهو ما تنفيه الحركة.
أما من حالفهم الحظ بالعبور إلى مصر، مثل أحمد أبو دقة (16 عاماً)، الذي أُصيب في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، فقد اضطروا للانتظار طويلاً لتلقي الرعاية الطبية.
وقال أبو دقة من على متن حاملة الطائرات "لقوا إن في شظية دخلت في ركبتي وحطمت العظمة وظلت جوا، وشالوها وركبوا لي سيخين داخليات مثبتات". وأضاف "بعد شهر اكتشفوا أن في شظية في الركبة هي اللي مسببة لي ألم وقالوا لي هنعملك إياها بعدين، عشان في ضغط في العمليات عشان عدد المصابين".
وتابع قائلاً "حاولت أكتر من مرة إني أقدم تحويلة، ولما طلعت التحويلة الحمد لله… التعامل في المعبر الحمد لله كان كويس، والإخوة المصريين اتعاملوا معنا بطريقة مريحة".
ثم خضع أحمد لعملية جراحية أخرى لإزالة الشظايا والشرائح وعلاج العدوى الناتجة عن الإصابة، فضلاً عن تلقي العلاج الطبيعي.
وينتظر أحمد وآخرون على متن حاملة الطائرات الفرنسية التحويل إلى مستشفيات في مصر أو الخارج.
وأرسلت إيطاليا مستشفى عائماً مماثلاً إلى سواحل مصر في ديسمبر/كانون الأول.
مساعدات طبية لغزة
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه مسؤول بالرئاسة الفرنسية قبل أيام إن سلاحَي الجو الفرنسي والأردني، أسقطا 7 أطنان من المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة على مستشفى ميداني أُنشئ في خان يونس، ثاني أكبر مدن قطاع غزة.
وكان الأردن قد نفذ في السابق عمليات إسقاط مساعدات على غزة، لكن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها باريس بشكل مباشر في مثل هذه العمليات بعدما أدخلت نحو ألف طن من المساعدات إلى القطاع براً.
وذكر مسؤول بالرئاسة الفرنسية أن العملية التي نُفِّذت مساء الخميس شهدت مشاركة طائرات فرنسية وطائرة أردنية.
الوضع الإنساني في غزة حرج
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على منصة إكس: "الوضع الإنساني في غزة لا يزال حرجاً…"وسط الوضع الصعب، أسقطت فرنسا والأردن مساعدات عبر الجو للسكان، ولمن يقدمون لهم المساعدة".
وأحجم المسؤول عن الكشف عن محتوى المساعدات وما إذا كانت إسرائيل قد منحت الضوء الأخضر لتنفيذ العملية.
ووافقت إسرائيل على مهمة أردنية سابقة لإسقاط مساعدات من الجو في نوفمبر/تشرين الثاني.
واستدعى الأردن سفيره لدى إسرائيل، وأبلغ السفير الإسرائيلي بالبقاء خارج البلاد؛ احتجاجاً على القصف الإسرائيلي على غزة، قائلاً إن الهجمات تقتل الأبرياء وتسبب كارثة إنسانية.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن التنسيق مع الفلسطينيين، إن الوضع الإنساني يستقر، نافية منع دخول أجهزة تنقية المياه والمستلزمات الطبية وأعمدة الخيم، مثلما ذكرت مصادر في غزة، ومثلما ورد في وثيقة للهلال الأحمر المصري.