شهدت العديد من المدن الإسبانية، السبت 20 يناير/كانون الثاني 2024، مظاهرات ضخمة شارك فيها مئات الآلاف تضامناً مع قطاع غزة وللمطالبة بوقف "الإبادة الجماعية في فلسطين"، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة دعم مدريد القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية لمقاضاة إسرائيل.
وجاءت المظاهرات استجابة لدعوة "شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين" التي تضم أكثر من 100 منظمة غير حكومية في إسبانيا، حيث عمّت ما يزيد على 90 مدينة ومقاطعة.
ففي العاصمة مدريد لبى الدعوة أكثر من 50 ألف متظاهر، في احتجاج هو الأضخم منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة، مطالبين المجتمع الدولي بوقف "الإبادة الجماعية في فلسطين".
"قاطِعوا إسرائيل"
وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتبت عليها عبارات من قبيل "قاطِعوا إسرائيل"، و"القاتل نتنياهو"، و"فلسطين حرة"، و"العدالة"، و"إسرائيل تطلق النار والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي راعيان".
وحظيت المظاهرة بتأييد نواب يساريين، ووقفوا دقيقة صمت إجلالاً للأرواح التي أزهقت في الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
من جهته قال رئيس حزب بوديموس اليساري، إيوني بيلارا، إن الأوضاع غير مطمئنة وتبعث بالقلق أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف رئيس الحزب الذي يقدم الدعم الخارجي للحكومة الائتلافية اليسارية الحالية في إسبانيا معللا قلقه: "لأن الحكومة (بمدريد) قريبة جداً من إشراك إسبانيا في حرب ضد اليمن لحماية دولة إسرائيل التي تمارس الإبادة الجماعية".
وفي 12 يناير/كانون الثاني الجاري، أعلن البيت الأبيض في بيان مشترك لـ10 دول، أنه "رداً على هجمات الحوثيين (..) ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
"الإبادة الجماعية"
كما طالب بيلارا باتخاذ تدابير ملموسة لوقف هذه "الإبادة الجماعية"، وأنه يتعين على إسبانيا أن تدعم قانونياً وعلنياً القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية لمقاضاة إسرائيل بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" في غزة.
بدوره، ذكر المواطن الإسباني بيبه رولدان، أن "الإبادة الجماعية" المرتكبة في غزة أثرت عليه معنوياً، مشيراً إلى "أنه أمر لا يصدق أن الحكومات (بالعالم) والولايات المتحدة ودول أخرى لا تفعل شيئاً ضد هذا الرعب الذي يستمر".
من جانبها، قالت عايدة رودريغيز، إن الإنسان لا يمكنه أن يغض الطرف عن هذه "الإبادة الجماعية والمذبحة"، مضيفة: "لهذا السبب نحن هنا. في الواقع، هذه الهمجية تعود إلى أبعد من ذلك بكثير في التاريخ. إن مهاجمة المستشفيات والمدنيين همجية".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى السبت 24 ألفاً و927 قتيلاً، و62 ألفاً و388 مصاباً، وكارثة إنسانية وصحية، تسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.