كشف موقع إنترسبت (The Intercept) المستقل، السبت 20 يناير/كانون الثاني 2024، عن تقديم لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) تبرعات بقيمة 95 ألف دولار لنائب الحزب الجمهوري عن ولاية لوس أنجلوس رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وأشار الموقع الذي اعتمد في خبره على تحليل سجلات لجنة الانتخابات الفيدرالية، إلى أن التبرع لرئيس مجلس النواب جاء بعد أن قاد تمرير مشروع قانون حزمة مساعدات عسكرية في المجلس، بقيمة 14 مليار دولار.
تمرير حزمة مساعدات لإسرائيل
ذكر الموقع أن التبرع المعني تم إيداعه في حساب جونسون اعتباراً من 5 وحتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ويأتي بعد الموافقة على حزمة المساعدات العسكرية لإسرائيل في الـ3 من الشهر نفسه. وأوضح أن "أيباك" أودعت في حساب جونسون 71 تبرعاً مالياً، كان أكبرها 5 آلاف دولار. وتأسست "أيباك" في خمسينيات القرن الماضي كمجموعة ضغط صغيرة في الولايات المتحدة، وتتبرع اليوم بملايين الدولارات للكونغرس كل عام.
وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، صادق مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون قدمه الجمهوريون، يطلب حزمة مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار من أجل إسرائيل. حيث صوَّت لصالح المشروع 226 نائباً مقابل رفض 196. ودعم المشروع 12 نائباً ديمقراطياً، فيما رفضه نائبان جمهوريان.
وينص المشروع على تقديم حزمة مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار، يخصص منها 4 مليارات دولار لمنظومتي الدفاع الجوي "القبة الحديدية" و"مقلاع داود"، و1.2 مليار دولار لمنظومة "الشعاع الحديدي". ويحتاج المشروع إلى موافقة مجلس الشيوخ والرئيس جو بايدن من أجل تقنينه.
وكانت جماعة الضغط الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، أكبر جهة مانحة لجونسون في عام 2023، حيث ضخت الأموال في خزائن حملته بعد أن قاد تمرير حزمة مساعدات بقيمة 14 مليار دولار للاحتلال.
الـ"أيباك" يدعم رئيس مجلس النواب الأمريكي
تبرعت لجنة العمل السياسي التابعة لـ"أيباك" بما مجموعه 104 آلاف دولار لجونسون العام الماضي، وجاءت معظم المدفوعات منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة وبعد انتخاب جونسون رئيساً لمجلس النواب في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2023 .
ويمثل هذا المبلغ أربعة أضعاف المبلغ الذي تبرعت به المجموعة، والذي يبلغ 25 ألف دولار تقريباً لحملته الأخيرة للكونغرس، حيث كانت أيضاً أكبر المتبرعين له، كما أفاد موقع إنترسبت.
ووفقاً للموقع الأمريكي، تعتبر "أيباك" وسيطاً رئيسياً بالسلطة في الكابيتول، المقر الرئيسي للكونغرس، حيث تقدم الأموال للمشرعين من كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين من أجل الحفاظ على السياسات الداعمة للاحتلال أو تعزيزها.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت المجموعة جهة فاعلة أكثر حزبية، وركزت أنظارها على المنتقدين الديمقراطيين للاحتلال الإسرائيلي.
وجندت مجموعة أيباك منافسين أساسيين لأعضاء الكونغرس التقدميين، وأطلقت لجنة عمل سياسية فائقة، وهي مشروع الديمقراطية المتحدة، الذي أنفقت من خلاله ملايين الدولارات للمساعدة في هزيمة المرشحين الديمقراطيين الذين يعبرون عن قلقهم أو دعمهم لشعب فلسطين في أي دولة.
من هو مايك جونسون؟
انتخب الجمهوريون، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، مايك جونسون رئيساً لمجلس النواب الأمريكي، ليضعوا أخيراً حداً للخلافات في صفوف الحزب، استمرت أسابيع وأحدثت شللاً بالكونغرس في ظل فترة تشهد أزمات دولية وقضايا داخلية.
ونال جونسون، النائب عن لويزيانا، إجماع الحزب الجمهوري للحصول على المنصب، ليؤدي بعد ذلك اليمين الدستورية في مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن، وبذلك أصبح الرئيس الـ56 لمجلس النواب الأمريكي. ونجح جونسون في الحصول على أصوات 220 نائباً مقابل 209 صوتوا ضده، فيما غاب بعض الأعضاء عن التصويت.
وُلد جونسون في 30 يناير/كانون الثاني عام 1972، في شريفبورت بولاية لويزيانا، وهو الأكبر بين أربعة أشقاء. متزوج بكيلي جونسون منذ عام 1999، ولديهما أربعة أطفال.
درس في مدرسة كابتن شريف الثانوية، وتخرج في جامعة ولاية لويزيانا عام 1995 بشهادة في إدارة الأعمال، ثم حصل على درجة الدكتوراه في القانون من مركز بول إم هربرت للقانون، في عام 1998.
أمضى جونسون ما يقرب من 20 عاماً في ممارسة القانون الدستوري، حيث كان شريكاً في مكتب "كيتشنز" للمحاماة ومحامياً بارزاً ومتحدثاً إعلامياً لصالح "التحالف من أجل الدفاع عن الحرية"، بحسب موقع "أكسيوس".
يعتبر جونسون حليفاً للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وفقاً لـ"أكسيوس"، حيث قاد الجهود القانونية الرامية إلى تغيير نتيجة انتخابات عام 2020.
كذلك في 19 مايو/أيار 2021، صوَّت جونسون وسبعة من قادة الجمهوريين في مجلس النواب ضد تأسيس لجنة وطنية للتحقيق في أحداث السادس من يناير/كانون الثاني 2021، حيث تم اقتحام الكابيتول الأمريكي.
وقبل انضمامه إلى الكونغرس، خدم مايك جونسون في مجلس النواب التابع لولاية لويزيانا، من فبراير/شباط عام 2015 إلى يناير/كانون الثاني عام 2017، حيث خلف جيف آر. تومسون بعد استقالته.
عام 2016، استقال بدوره من الهيئة التشريعية في لويزيانا، لتولي مقعده بمجلس النواب الأمريكي بعد فوزه ممثلاً عن الولاية التي تضم ما يقرب من 760 ألف نسمة.
عام 2018، فاز جونسون بولايته الثانية في مجلس النواب الأمريكي بحصوله على أكثر من 139 ألف صوت. كذلك فاز عام 2020، بولايته الثالثة في المجلس بحصوله على أكثر من 185 ألف صوت.
وفي عام 2022، ترشح جونسون دون منافس وفاز بإعادة الانتخاب، ويقضي حالياً ولايته الرابعة في المجلس. وبات جونسون أول رئيس لمجلس النواب الأمريكي من ولاية لويزيانا.
وهو حالياً عضو في اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي، وفي اللجنة الفرعية المختارة المعنية بتسليح الحكومة الفيدرالية.
يحمل جونسون، الرئيس رقم 56 لمجلس النواب الأمريكي، أقل فترة ولاية بين جميع رؤساء المجلس في 140 عاماً، مع أقل من سبع سنوات في منصبه، فيما كان سلفه كيفن مكارثي عضواً في مجلس النواب لمدة 16 عاماً قبل انتخابه رئيساً له، وكانت نانسي بيلوسي تتمتع بخبرة بلغت 20 عاماً، وخدم بول رايان لمدة 16 عاماً، وكان لدى جون بوينر 20 عاماً قبل أن يصعد إلى رئاسة مجلس النواب.
ورغم أنه لم يحظ بظهور كبير نسبياً، من المعروف عن جونسون نشاطه في الحزب الجمهوري، ومواقفه المحافظة دينياً، بحسب "نيويورك تايمز"، والتي يعبر عنها في بودكاست ديني يستضيفه مع زوجته.