كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أن نحو 20 ألف طفل وُلدوا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرة إلى أن المشاكل المزمنة في الوصول إلى المساعدات أدت إلى إجراء عمليات قيصرية دون تخدير، بينما لم تتمكن نساء أخريات من ولادة أطفالهن الذين يموتون في الأرحام بسبب الضغط الزائد على الطاقم الطبي.
في المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2024، قالت أخصائية الاتصال في اليونيسف، تيس إنغرام، إن "الأمهات يواجهن تحديات لا يمكن تصوُّرها في الحصول على الرعاية الطبية المناسبة والتغذية والحماية قبل الولادة وأثناءها وبعدها".
وأضافت: "أن تصبحي أماً يجب أن يكون وقتاً للاحتفال، أما في غزة فهو طفل آخر يولد في الجحيم".
وفقاً للمسؤولة الأممية فإن العاملين في المستشفى الإماراتي المكتظ في رفح، جنوب القطاع، اضطروا إلى إخراج الأمهات من المستشفى "في غضون ثلاث ساعات بعد إجراء العملية القيصرية"، وهو وضع "يفوق التصديق، ويتطلب اتخاذ إجراءات فورية".
كما شددت على أن القصف المستمر والنزوح "يؤثران بشكل مباشر على الأطفال حديثي الولادة، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات نقص التغذية ومشاكل النمو وغيرها من المضاعفات الصحية".
المسؤولة الأممية قالت إنه يُعتقد أن حوالي 135 ألف طفل دون سن الثانية معرضون لخطر سوء التغذية الحاد في الوقت الراهن، وسط ظروف "غير إنسانية" بالملاجئ المؤقتة وسوء التغذية والمياه غير الآمنة.
وأضافت "رؤية الأطفال حديثي الولادة وهم يعانون، بينما تنزف بعض الأمهات حتى الموت، يجب أن يبقينا جميعاً مستيقظين في الليل". وقالت كذلك "إن معرفة أن طفلين إسرائيليين صغيرين اختُطفا في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم يتم إطلاق سراحهما بعد، يجب أن يبقينا مستيقظين أيضاً".
قلق من انتشار "الكبد الوبائي" في غزة
بدوره، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عن القلق من تأكيد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي "A" في غزة.
الدكتور تيدروس في منشور على موقع إكس قال إن "الظروف المعيشية غير الإنسانية، حيث بالكاد توجد مياه نظيفة ومراحيض نظيفة و(تتعذر) إمكانية الحفاظ على نظافة المناطق المحيطة، ستمكن من انتشار التهاب الكبد A بشكل أكبر، وتُسلط الضوء على مدى خطورة البيئة (هناك) بشكل هائل لنشر الأمراض".
تشير أحدث بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أنه في المتوسط، يتشارك 500 شخص في مرحاض واحد، ويضطر أكثر من 2000 شخص إلى استخدام حمام واحد، ما يزيد من خطر انتشار المرض.
المنظمة أفادت بأنه بالإضافة إلى الارتفاع الحاد في التهابات الجهاز التنفسي العلوي، فإن حالات الإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة المسجلة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023 كانت أعلى بـ26 مرة مما تم تسجيله عن الفترة نفسها من عام 2022.
في المؤتمر الصحفي الذي عُقد الجمعة، في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياساريفيتش، إن الناس يتم دفعهم إلى أماكن أصغر من أي وقت مضى، حيث يقيمون في ملاجئ مكتظة، مع عدم إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة، أو إلى مراحيض.
المسؤول الأممي أضاف أن شريحةً كبيرةً من السكان في غزة، بمن فيهم الأشخاص الذين أصيبوا وتعرضوا للقصف "يحتاجون إلى مساعدة طبية فورية".
وأشار إلى أن مجمع ناصر الطبي في خان يونس لم يبق فيه سوى طبيبين في قسم الطوارئ، مقارنةً بـ24 طبيباً قبل الحرب، مع وجود 14 سريراً فقط للعناية المركزة اليوم، مقارنة بـ45 سريراً، و4 ممرضين فقط، من أصل 20 قبل التصعيد.
يذكر أن 106 أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلَّفت حتى 19 يناير/كانون الثاني 2024، 24 ألفاً و762 شهيداً و62 ألفاً و108 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً وكارثةً إنسانيةً وصحيةً غير مسبوقة.