بلغت خسائر مزارعي البساتين في مستوطنات الشمال على حدود لبنان نحو 500 مليون شيكل (أكثر من 130 مليون دولار أمريكي)، وذلك لأنهم لا يستطيعون العمل في البساتين الواقعة في نطاق الأراضي التي يشن عليها حزب الله هجماته، وخاصة البساتين المجاورة للخط الحدودي مع لبنان.
موقع Ynet الإسرائيلي نقل عن مزارعين في تقرير نشره الخميس 18 يناير/كانون الثاني 2024، قولهم إن ثمار التفاح اكتمل نضجها، وبدأت تتساقط من على الأشجار حتى صارت التربة لا تكاد تُرى تحت ثمار التفاح والفاكهة، ومع ذلك فلا أحد هناك لجمعها.
وادعى المزارعون الإسرائيليون في مستوطنات الشمال أن سلطة الضرائب العقارية لم تتواصل معهم حتى الآن للحديث عن خطط التعويض. وتشغل المزارع النفضية [التي تنفض ثمارها في موسم القطف] في الشمال نحو 41% من إجمالي الأراضي المزروعة بالمحاصيل النفضية في إسرائيل.
فقد نزلت الحرب بالمزارعين قبيل موسم القطف، ومن ثم خسروا العائد المالي على المحاصيل بعد أن استثمر كل مزارع منهم في بداية الموسم نحو 48 ألف شيكل (12 ألف دولار) في تجهيز الفدان الواحد (في المتوسط) من البساتين.
عجز خطير في العمال في مستوطنات الشمال
فيما دعا مجلس مزارعي الفاكهة لاجتماع طارئ الأسبوع المقبل. وقال يارون بلحسن، الرئيس التنفيذي للمجلس والمزارع في مستوطنة راموت نفتالي: "هناك عجز خطير في العمالة والمزارعين على الحدود الشمالية، فلا أحد يستطيع الذهاب وتجهيز البساتين بالاستعدادات اللازمة لمواسم العام 2024″.
كما زعم قائلاً: "من المحزن أن بعض المزارعين الذين بقوا في المستوطنات خشيةً على بساتينهم قُتلوا هناك". وأشار بلحسن إلى أن "قسماً كبيراً من محاصيل الفاكهة في البساتين القريبة الحدود الشمالية لم يجمعه أحد، ولم نتمكن من جني ثمار التفاح ولا الأفوكادو ولا الكيوي. ولا أحد يتحدث إلينا عن التعويضات، مع أن خسائرنا ضخمة".
يطالب المزارعون في مستوطنات الشمال بخطة تعويضات كاملة عن الأضرار كما حدث في حرب لبنان 2006، ويحذرون من أنه إذا لم يحدث ذلك، فإن مزارع كثيرة ستُفلس. ويقولون إن على الحكومة الإسرائيلية أن "تجعل موضوع الزراعة وتعويض جميع المزارعين في صدارة مهامها المتعلقة باستعادة الاستقرار في إسرائيل وتأمين الغذاء لسكانها".
قال دوبي عميتاي، رئيس جمعية للمزارعين، إنه يسكن في مستوطنة المطلة [على بعد 6 كيلومترات من الحدود اللبنانية] ويملك 119 فداناً في مزارع محاذية للسياج الحدودي، لكنه لا يستطيع الذهاب إلى هناك منذ 15 أكتوبر/تشرين الأول. وزعم عميتاي أنه "خسر محصول التفاح بأكمله وحصةً معتبرة من محصول الأفوكادو والكيوي، وهذه خسائر كبيرة جداً".
كما أوضح عميتاي أن المزارعين لا يستطيعون الوصول إلى البساتين الملاصقة للسياج الحدودي والتي تبعد كيلومترين عنه، ولا تقتصر الخسارة على الفاكهة التي لم تُجمع حتى الآن، بل تشمل كذلك الأضرار التي ستلحق بالمزارعين في الموسم المقبل، لأنهم عاجزون عن تجهيز الأراضي لزراعة المحاصيل الجديدة، فهم لا يستطيعون تقليم الأشجار للموسم المقبل، والثمار المعلقة والمتحلِّلة التي تبقى على الشجرة تمنع تجددها.
فيما قال عميتاي: "نحاول زراعة الأراضي التي تبعد أكثر من 4 كيلومترات عن السياج، لكن أي منطقة مكشوفة ويراقبها الجانب اللبناني لا نتمكن من زراعتها. وقد رأينا بأم أعيننا آثار إطلاق القذائف المضادة للمدرعات في (يوفال)، فحذَّرت المزارعين من المخاطرة بحياتهم في زراعة تلك المناطق".
أضاف أيضاً: "نحن لا نستطيع تقدير الأضرار تقديراً دقيقاً في الوقت الحالي، لكن نتوقع أن تبلغ الخسائر نحو 500 مليون شيكل (نحو 130 مليون دولار) في الجليل والجولان".