كشفت مقاطع فيديو وصور، الخميس 18 يناير/كانون الثاني، عن تعرّض عدد من المعتقلين الفلسطينيين للضرب والتنكيل، مباشرة بعد الإفراج عنهم بعد تحقيق ميداني على خلفية العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، وذلك في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال عدوانه في الضفة المحتلة.
المقطع أظهر عدداً من المُفرج عنهم، محمولين جراء عدم قدرتهم على المشي على أقدامهم، بسبب التنكيل والضرب الذي تعرّضوا له خلال الاعتقال والاستجواب.
شهادات مروعة
يقول الشاب رائد العجلوني: "تعرضت للضرب بصورة همجية، ورُش على وجهي الغاز، مما أفقدني الوعي".
فيما أوضح أحمد جاموس، وهو شاب آخر من المُفرج عنهم، أن "قوة عسكرية اقتحمت منزل عائلته واعتقلته مع 5 من أشقائه، بعد التنكيل بهم داخل المنزل".
كما أضاف: "اقتحام المنزل تم بصورة همجية، 5 جنود انهالوا عليّ بالضرب، وركزوا على الرأس والوجه، ثم تم سحلي، ما أصابني بجراح في الوجه".
المتحدث نفسه أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي "حقق معه حول أسلحة، وطلب معلومات حول مسلحين في المخيم".
وأشار إلى أنه ترك خلفه "عشرات المعتقلين في مراكز تحقيق قريبة من المخيم".
عشرات المعتقلين
فقد أكد إبراهيم النمر، مدير مكتب نادي الأسير الفلسطيني (خاص) في طولكرم، أن "الجيش الإسرائيلي اعتقل عشرات المواطنين من مخيم طولكرم، ونقلهم إلى مراكز تحقيق ميداني لاستجوابهم عدة ساعات قبل أن يفرج عنهم".
كما بيّن النمر أن "50 معتقلاً حتى الساعة من مخيم طولكرم لا نعرف مصيرهم"، مبيناً أن "حملة الاعتقالات انتقلت منذ فجر الخميس إلى مخيم نور شمس (في طولكرم)".
ومنذ فجر الأربعاء، يواصل الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس)، أسفرت حتى الساعة 15:50 (ت.غ) من مساء الخميس عن مقتل 7 فلسطينيين.
عدوان متواصل
في وقت سابق الخميس، وصف فلسطينيون في طولكرم العملية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بأنها "محاكاة" للحرب المتواصلة على قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي "يعمل على تدمير منازل وممتلكات خلال العملية، ويجري عمليات تفتيش واسعة".
وارتفع الخميس عدد المعتقلين بالضفة الغربية إلى 6090 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد اعتقال 60 فلسطينياً الليلة الماضية، بينهم أطفال وأسرى سابقون، وفق بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية)، ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي).
شهيد إصابات جديد
في سياق متصل، كشفت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، الخميس، عن استشهاد الشاب عبد الرحمن عثمان برصاص الاحتلال الإسرائيلي، في حارة الشيخ بمخيم طولكرم.
وأفاد شهود عيان أن جيش الاحتلال ترك الشاب عبد الرحمن عثمان ينزف على الأرض منذ ساعات طويلة، دون أن يُسمح لمركبات الإسعاف بالوصول إليه.
إلى جانب ذلك، أُصيب عدد من الفلسطينيين برصاص قناصة الاحتلال المنتشرين على أسطح المباني العالية في المخيم ومحيطه، دون معرفة حجم الإصابة ومصيرها، بسبب منع مركبات الإسعاف من دخول المخيم، وإعاقة عملها الميداني.
من جهته، أفادت "الهلال الأحمر" أن طواقمها تمكنت من الوصول الى 3 إصابات، الأولى لشاب (22 عاماً)، ووُصفت بالحرجة إثر إصابة بالرصاص الحي في البطن، والثانية بالفخذ لشاب (28 عاماً)، والثالثة لطفل بشظايا رصاص حي في العين، وتم نقلهم إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي بطولكرم.
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، كثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة الغربية، وزاد وتيرة الاقتحامات والمداهمات للمدن والبلدات والمخيمات، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى فلسطينيين.