رسالة صارمة لبايدن بشأن غزة من أعضاء في حزبه.. والشيوخ يرفض قراراً حقوقياً بشأن الحرب على القطاع

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/17 الساعة 05:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/17 الساعة 05:30 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/رويترز

رفض مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، مشروع قرار من شأنه أن يجبر وزارة الخارجية على إعداد تقرير في غضون 30 يوماً للتحقق مما إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان في حربها ضد غزة، فيما اعتبر نواب ديمقراطيون أن واشنطن "متواطئة" في حرب الاحتلال ضد ملايين المدنيين في غزة، في رسالة واضحة مفادها أن الحرب ضد غزة أصبحت مشكلة كبرى لحزبه.  

وأثارت حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة انقساماً داخل إدارة بايدن، حيث تواجه الأخيرة معارضة داخلية متصاعدة بسبب دعمها اللامشروط لحرب الاحتلال، وصلت إلى استقالة مسؤولين كبار في واشنطن.

مجلس الشيوخ يرفض تقويض مساعدات الاحتلال 

وصوّت 72 من أعضاء مجلس الشيوخ ضد مشروع القرار مقابل 11 عضواً أيدوه، وهو ما يعني تحقيق الأغلبية اللازمة لرفض إقراره في المجلس المؤلف من 100 عضو، فيما جرى التصويت بناء على تحرك من قِبل السيناتور بيرني ساندرز، وهو مستقل متحالف مع أعضاء في الحزب الديمقراطي. 

ورغم رفض مشروع القرار فإنه يعكس القلق المتزايد بين بعض رفاق الرئيس جو بايدن الديمقراطيين، وخاصةً الجناح اليساري، بشأن توريد الأسلحة الأمريكية إلى الاحتلال الإسرائيلي.

إسرائيل غزة الحرب على غزة
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/رويترز

"واشنطن متواطئة" في الحرب 

ساندرز قال في كلمة ألقاها قبل التصويت وحث فيها على تأييد القرار "يجب أن نضمن أن المساعدات الأمريكية تستخدم بما يتوافق مع حقوق الإنسان وقوانيننا"، وعبر عن أسفه لما وصفه بعدم قيام مجلس الشيوخ بالنظر في أي إجراء يدقق في تأثير الحرب على المدنيين.  

وأضاف ساندرز، أبرز منتقدي مجلس الشيوخ لطريقة تعامل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الحرب ضد غزة إن ذلك "غير أخلاقي".  

إسرائيل أمريكا بايدن حرب غزة
مجلس الشيوخ الأمريكي/رويترز

وتحدث ساندرز في قاعة مجلس الشيوخ، بحسب ما نشره موقع ذا هيل الإسرائيلي: "سواء أحببنا ذلك أم لا فإن الولايات المتحدة متواطئة في الكابوس الذي يعيشه ملايين الفلسطينيين الآن"، محذراً من أن مئات الآلاف من الأطفال في غزة "يتضورون جوعاً أمام أعيننا".  

واستشهد ساندرز  بتقارير إعلامية تفيد بأن إسرائيل أسقطت أكثر من 22 ألف قنبلة زودتها بها الولايات المتحدة على غزة في فترة ستة أسابيع، بما في ذلك قنابل تزن 2000 رطل يمكنها تدمير أحياء بأكملها. 

فيما قالت السيناتور إليزابيث وارين، التي صوتت لصالح تقديم القرار، إنها تريد إرسال رسالة، وأضافت: "على رئيس الوزراء نتنياهو أن يفهم أنه لا يحصل على شيك على بياض من الكونغرس الأمريكي، لدينا مسؤولية أن نقف الآن ونقول إنه بالنظر إلى الطريقة التي نفذ بها نتنياهو وحكومته الحربية اليمينية هذه الحرب، لدينا أسئلة جدية نحن ملزمون بطرحها قبل أن نذهب أبعد من ذلك في دعمنا". 

وأضافت أنه في حين أن إدارة بايدن "تدفع" نظام نتنياهو للحد من الوفيات بين المدنيين وخفض حدة القتال، فإن "للكونغرس دوراً يلعبه هنا أيضاً للتأكد من أن السيد نتنياهو يفهم أننا لسنا كذلك، ولن نكتب شيكات على بياض".  

وقال البيت الأبيض إنه يعارض القرار الذي كان من الممكن أن يمهد الطريق نحو فرض شروط على المساعدات الأمنية لدولة الاحتلال.

الاحتلال غزة إسرائيل أمريكا
الجيش الإسرائيلي يواصل هجماته على قطاع غزة/الأناضول

مساعدات أمريكية للاحتلال 

يشار إلى أن واشنطن تمنح إسرائيل 3.8 مليار دولار من هذه المساعدات كل عام، تتراوح بين الطائرات المقاتلة إلى القنابل القوية. وطلب بايدن من الكونغرس الموافقة على مبلغ إضافي قدره 14 مليار دولار.

وطرح مشروع القرار الذي أعده ساندرز بموجب قانون المساعدة الخارجية الذي يسمح للكونغرس بتوجيه وزارة الخارجية لإصدار تقرير عن حقوق الإنسان، ومعلومات أخرى عن أي دولة تتلقى مساعدة أمنية أمريكية.

ولو تم إقرار القرار كان من شأنه أن يطلب من وزارة الخارجية تقديم تقرير إلى الكونغرس في غضون 30 يوماً، وبعد تلقي التقرير يمكن للكونغرس أن يدرس قراراً آخر يقترح إجراء تغييرات في المساعدة الأمنية للاحتلال.

ويشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الثلاثاء 24 ألفاً و285 قتيلاً و61 ألفاً و154 مصاباً، وتسببت بنزوح أكثر من 85% من سكان القطاع (نحو 1.9 مليون شخص)، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.​​​​​​​​​​​​​​

تحميل المزيد