نفذ الجيش الأمريكي، الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، ضربة جديدة استهدفت صواريخ باليستية مضادة للسفن في منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، وذلك وفق ما صرح به مسؤولان أمريكيان لوكالة "رويترز"، فيما أعلنت شركة النفط البريطانية العالمية "شيل" أنها أوقفت شحناتها إلى البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثي.
في أحدث تحرك عسكري يستهدف الحركة بسبب استهدافها سفن الشحن في البحر الأحمر المتجهة إلى إسرائيل، قال المسؤولان الأمريكيان اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما إن الضربة استهدفت أربعة صواريخ مضادة للسفن.
فيما لم ترد من قبل أنباء عن هذا الهجوم.
يأتي هذا، في الوقت الذي أعلن فيه يحيى سريع المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية في بيان أن الجماعة استهدفت، الثلاثاء، سفينة "زوغرافيا" بصواريخ بحرية خلال إبحارها نحو إسرائيل أسفرت عن "إصابة مباشرة".
فيما قالت شركة أمنية ومصدران بوزارة الشحن اليونانية لـ"رويترز" إن ناقلة البضائع السائبة المملوكة لدولة اليونان وترفع علم مالطا لحقت بها أضرار مادية، إلا أن أحداً لم يُصَب بعد استهدافها في البحر الأحمر بالقرب من ميناء الصليف اليمني.
تصعيد مستمر
فقد استمرت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر حتى بعدما أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي، بتنفيذ موجة أولى من الضربات لإضعاف قدرات الجماعة.
من جهتهم، يقول الحوثيون، الذين يسيطرون على معظم ساحل اليمن على البحر الأحمر، إن هجماتهم على السفن التجارية تهدف إلى دعم الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
في الجانب الآخر، تعهدت حركة الحوثي بتوسيع أهدافها في منطقة البحر الأحمر لتشمل السفن الأمريكية ومواصلة الهجمات بعد تنفيذ القوات الأمريكية والبريطانية الأسبوع الماضي، عشرات الهجمات التي استهدفت قدرات الحركة في مجالي الصواريخ والمراقبة بالرادار.
وقال الجيش الأمريكي إن مقاتلي الحوثيين قصفوا أمس الإثنين، سفينة الحاويات (نسر جبل طارق) التي تملكها وتديرها شركة أمريكية بصاروخ باليستي مضاد للسفن.
شيل توقف شحناتها
في سياق متصل، أوردت صحيفة وول ستريت جورنال، الثلاثاء، أن شركة النفط البريطانية الكبرى "شل" Shell PLC SHEL، أوقفت جميع الشحنات عبر البحر الأحمر إلى أجل غير مسمى.
يأتي ذلك، بعد أن أثارت الضربات الأمريكية والبريطانية على جماعة الحوثي في اليمن، مخاوف من مزيد من التصعيد، وفق ما نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على القرار.
بذلك، تنضم شركة "شل" إلى شركات شحن عالمية أخرى، مثل "MSC، وميرسك، وCGM، وكوسكو"، في اتخاذ قرار بتجنب البحر الأحمر، بما في ذلك شركات الطاقة الأخرى، أبرزها بريتش بتروليوم.
وقالت شركة بريتيش بتروليوم الشهر الماضي، إنها أوقفت جميع الشحنات عبر الممر الملاحي الرئيسي، وفعَّلت شركة قطر للطاقة الشيء نفسه، أمس الإثنين.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، استهدفت طائرة بدون طيار ناقلة استأجرتها شركة شل لنقل وقود الطائرات الهندية في البحر الأحمر، وتعرضت لمضايقات من قبل قوارب الحوثيين، بحسب وول ستريت جورنال.
وأدت هجمات الحوثيين الأخيرة، التي كانت موجهة في البداية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل قبل أن تمتد للسفن المرتبطة بالولايات المتحدة، إلى هز الأسواق العالمية، وقلب طرق الشحن الدولية رأساً على عقب.
و"تضامناً مع قطاع غزة" الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافتة منذ استهداف الحوثيين، في 9 يناير/كانون الثاني الجاري، سفينة أمريكية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
والجمعة، أعلن البيت الأبيض، في بيان مشترك لـ10 دول، أنه "رداً على هجمات الحوثيين، ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".